صفحة جزء
7196 ص: وقد روي عن رسول الله -عليه السلام - في ذلك أيضا ما حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا الحماني ، قال : ثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : ثنا عثمان بن حكيم ، قال : حدثتني الرباب ، قالت : سمعت سهل بن حنيف يقول : مررنا بسيل ، فدخلنا نغتسل ، فخرجت منه وأنا محموم فنمى ذلك إلى رسول الله -عليه السلام - ، فقال : مروا أبا ثابت ، فليتعوذ فقلت ، يا سيدي إن الرقى صالحة ؟ فقال : لا رقية إلا من ثلاثة : من النظرة ، والحمة ، واللدغة " .

[ ص: 201 ] فاحتمل أن يكون ما أباح رسول الله -عليه السلام - من الرقى هو التعوذ ، فأما قول سهل : " : "لا رقية إلا من ثلاثة " فيحتمل أن يكون علم ذلك من إباحة رسول الله -عليه السلام - بعد نهيه المتقدم ولم يعلم ما سوى ذلك مما روينا عن غيره أن رسول الله -عليه السلام - رخص فيه .


ش: أي قد روي عن النبي -عليه السلام - في إباحة الرقى أيضا ما حدثنا . . . . إلى آخره . وهو حديث سهل بن حنيف .

وأخرجه بإسناد صحيح ، عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي -ثقة - عن عبد الواحد بن زياد العبدي البصري ، روى له الجماعة ، عن عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري الكوفي ، روى له الجماعة ; البخاري مستشهدا ، عن الرباب -بفتح الراء ، وبباءين موحدتين بينهما ألف ساكنة - وهي جدة عثمان بن حكيم .

وأخرجه أبو داود : ثنا مسدد ، قال : ثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : ثنا عثمان بن حكيم ، قال : حدثتني جدتي الرباب ، قالت : سمعت سهل بن حنيف يقول : "مررنا بسيل ، فدخلت فاغتسلت منه فخرجت محموما ، فنمى ذلك إلى رسول الله -عليه السلام - فقال : مروا أبا ثابت يتعوذ ، قالت : فقلت : يا سيدي ، والرقى صالحة ؟ فقال : لا رقية إلا من عين أو حمة أو لدغة " .

قوله : "وأنا محموم " الواو فيه للحال ، والمحموم من الحمى .

قوله : "فنمى ذلك " من نميت الحديث إليه إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير ، فإذا بلغته على وجه الإفساد والنميمة قلت : نميته -بالتشديد - قاله أبو عبيد وابن قتيبة .

قوله : "مروا أبا ثابت " وهي كنية سهل بن حنيف .

[ ص: 202 ] قوله : "من النظرة " أي نظرة العين ، يقال : هذا منظور ، إذا أصابته العين ، وقد مر تفسير الحمة .

و"اللدغة " باللام والدال المهملة والغين المعجمة من لدغته العقرب .

قوله : "فأما قول سهل . . . . " إلى آخره . جواب عن سؤال مقدر ، تقريره أن يقال : كيف يدل حديث سهل هذا على إباحة مطلق الرقية ، وقد قال سهل : "لا رقية إلا من ثلاثة " وقد حصرها على هذه الثلاثة ؟

وأجاب عنه بقوله : "فيحتمل أن يكون علم ذلك . . . . " إلى آخره . وهو ظاهر .

وقد يجاب عن هذا بما أجبنا عن قوله : "لا رقية إلا عن عين أو حمة " وقد مر فيما مضى عن قريب .

التالي السابق


الخدمات العلمية