صفحة جزء
7228 7229 7230 7231 7232 7233 7234 7235 ص: وقد روي عن رسول الله -عليه السلام - ما يدل على ما قلنا من تخصيص رسول الله -عليه السلام - بذلك عليا - رضي الله عنه - فذكروا ما حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن عبد الله بن يزيد النخعي ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي " .

[ ص: 231 ] حدثنا أبو بكرة ، قال : ثنا وهب ، قال : ثنا هشام ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام - مثله ، غير أنه قال : "سموا باسمي " .

حدثنا أبو أمية ، قال : ثنا الحسين بن محمد ، قال : ثنا جرير بن حازم ، عن محمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام - مثله .

حدثنا يونس ، قال : ثنا ابن وهب وابن نافع ، قالا : ثنا داود بن قيس (ح).

وحدثنا ربيع الجيزي ، قال : ثنا القعنبي ، قال : ثنا داود بن قيس ، عن موسى بن يسار ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله -عليه السلام - قال : "تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ، فإني أنا أبو القاسم " .

حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا أحمد بن أشكيب الكوفي ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي " .

حدثنا محمد ، قال : ثنا أبو ربيعة ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام - مثله .

حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة .

ومنصور ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر ، عن النبي -عليه السلام - مثله .

قالوا : فقد نهى رسول الله -عليه السلام - أن يتكنى بكنيته ، وأباح أن يتسمى باسمه ، وجاء ذلك عنه مجيئا ظاهرا متواترا ، فدل ذلك على خصوصية ما خالفه .


ش: هذه كلها حجج الفرقة الأولى ، والفرقة الثانية من أهل المقالة الثانية في دعواهم خصوصية رسول الله -عليه السلام - عليا - رضي الله عنه - بالجمع بين التسمي باسمه والتكني بكنيته ، وهي ما روي عن أبي هريرة وجابر بن عبد الله - رضي الله عنهم - .

وأخرج عن أبي هريرة من ستة طرق :

الأول : رجاله كلهم رجال الصحيح ما خلا إبراهيم بن مرزوق ، وأبو زرعة بن عمرو اسمه عبد الله ، وقيل : عبد الرحمن ، وقد مر ذكره غير مرة .

[ ص: 232 ] وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه بأسانيد مختلفة وألفاظ متغايرة .

وقوله : "تسموا " بفتح الميم أمر من تسمى يتسمى .

قوله : "ولا تكنوا " من كنى يكني ، وكنى يكنو ، يقال : كنيت زيدا -بالتخفيف وكنيته بالتشديد - تكنية ، والكنية بضم الكاف علم مصدر بأب أو أم ، والكنية بالكسر واحدة الكنى ، قاله الجوهري .

الثاني : أيضا رجاله رجال الصحيح ما خلا أبا بكرة بكار القاضي .

وأخرجه الدارمي في "مسنده " : عن سعيد بن عامر ، عن هشام ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة نحوه .

قوله : "سموا " أمر من سمى يسمي تسمية وهو بفتح السين وضم الميم ، فإذا فتحت الميم يكون ماضيا . فافهم .

الثالث : أيضا رجاله رجال الصحيح ما خلا أبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي .

وأخرجه أحمد في "مسنده " : عن حسين بن محمد ، عن جرير ، عن محمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي -عليه السلام - أنه قال : "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي " .

الرابع : عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب وعبد الله بن نافع الصائغ ، كلاهما عن داود بن قيس الفراء الدباغ المدني ، عن موسى بن يسار القرشي المطلبي ، عن أبي هريرة .

وهذا أيضا إسناد صحيح .

[ ص: 233 ] الخامس : أيضا صحيح عن ربيع بن سليمان الجيزي ، عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي شيخ الشيخين ، عن داود بن قيس . . . . إلى آخره .

وأخرجه البزار في "مسنده " : ثنا عمرو بن علي ، قال : نا عبد الرحمن بن مهدي قال : ثنا داود بن قيس ، قال : حدثني موسى بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "من تسمى باسمي فلا يكتني بكنيتي ; فإني أنا أبو القاسم " .

السادس : عن محمد بن خزيمة ، عن أبي ربيعة القطعي زيد بن عوف ، ليس ثقة ، وقال مسلم : متروك الحديث . وقال الدارقطني : ضعيف .

يروي عن أبي عوانة الوضاح اليشكري ، عن أبي حصين -بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي ، عن أبي صالح ذكوان الزيات ، عن أبي هريرة .

وأخرجه البخاري بأتم منه : عن موسى بن إسماعيل ، عن أبي عوانة ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال النبي -عليه السلام - : "تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ، ومن رآني في المنام . . . . " الحديث .

وأخرجه مسلم : عن محمد بن عبيد ، عن أبي عوانة . . . . إلى آخره نحوه .

وأخرج عن جابر - رضي الله عنه - من طريقين صحيحين :

الأول : عن محمد بن خزيمة ، عن أحمد بن أشكيب -ويقال له : إشكاب الحضرمي الكوفي نزيل مصر وشيخ البخاري ، عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي سفيان طلحة بن نافع ، عن جابر .

وأخرجه ابن ماجه : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي " .

[ ص: 234 ] الثاني : عن سليمان بن شعيب الكيساني ، عن عبد الله بن زياد الثقفي ، عن شعبة ، عن قتادة ومنصور بن المعتمر ، كلاهما عن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر .

وأخرجه مسلم : عن محمد بن مثنى ومحمد بن بشار ، كلاهما عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سالم ، عن جابر بن عبد الله : "أن رجلا من الأنصار ولد له غلام فأراد أن يسميه محمدا ، فأتى النبي -عليه السلام - فسأله ، فقال : أحسنت الأنصار ، سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي " .

وأخرجه مسلم بطرق متعددة .

قوله : "قالوا : فقد نهى " أي قالت الفرقة الأولى والفرقة الثانية من أهل المقالة الثانية : فقد نهى النبي -عليه السلام - عن التكني بكنيته وأباح التسمي باسمه .

قوله : "وجاء ذلك عنه " أي عن النبي -عليه السلام - ، أراد بذلك أن حديث أبي هريرة وحديث جابر من الأحاديث الصحيحة الظاهرة الدالة على جواز التسمي باسم محمد ، ومنع التكني بأبي القاسم ، سواء كان اسمه محمدا أو لم يكن .

التالي السابق


الخدمات العلمية