صفحة جزء
5041 5042 ص: حدثنا المزني، قال: ثنا الشافعي، قال: أنا سفيان (ح).

وحدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قالا: ثنا أسباط ، عن مطرف بن طريف ، عن الشعبي ، عن أبي جحيفة قال: " سألت عليا - رضي الله عنه -: هل عندكم من رسول الله -عليه السلام- علم غير القرآن؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما عندنا من رسول الله -عليه السلام- سوى القرآن وما في الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر".


ش: هذان طريقان صحيحان:

الأول: عن إسماعيل بن يحيى المزني ، عن محمد بن إدريس الشافعي الإمام، عن سفيان بن عيينة ، عن مطرف بن طريف الحارثي الكوفي ، عن عامر الشعبي ، عن أبي جحيفة -بضم الجيم، وفتح الحاء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الفاء- واسمه وهب بن عبد الله السوائي ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -.

وأخرجه البخاري: نا صدقة بن الفضل، أنا ابن عيينة، ثنا مطرف، سمعت الشعبي، قال: سمعت أبا جحيفة قال: "سألت عليا - رضي الله عنه -: هل عندكم شيء مما ليس في القرآن؟ -وقال ابن عيينة مرة: ما ليس عند الناس- فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطى رجل في كتابه وما في الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر".

[ ص: 337 ] الثاني: عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي ، عن أسد بن موسى ، عن أسباط بن محمد القرشي الكوفي ، عن مطرف .... إلى آخره.

وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا سفيان بن عيينة، ثنا مطرف بن طريف قال: سمعت الشعبي، نا أبو جحيفة قال: "قلت لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: هل عندكم من رسول الله -عليه السلام- سوى القرآن؟ قال علي: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه، وما في الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر".

وأخرجه الترمذي: عن أحمد بن منيع ، عن هشيم ، عن مطرف ، عن الشعبي، أنا أبو جحيفة، به. وقال: حسن صحيح.

والنسائي: عن محمد بن منصور ، عن سفيان ، عن مطرف بن طريف ، عن الشعبي ، عن أبي جحيفة بمعناه.

وابن ماجه: عن علقمة بن عمرو الدارمي ، عن أبي بكر بن عياش ، عن مطرف ، عن الشعبي .

قوله: "والذي فلق الحبة" أي وحق الذي فلق الحبة، أي أقسم بالله الذي فلق الحبة، وكان علي - رضي الله عنه - كثير القسم بهذه اللفظة، أي الذي شق حبة الطعام، ونوى التمر للإنبات.

و"الفلق": الشق، وهو بسكون اللام، وأما الفلق بالتحريك: فهو الصبح نفسه.

قوله: "وبرأ النسمة" أي وخلق النسمة، والبارئ هو الخالق، وهو الذي خلق الخلق لا عن مثال، ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره [ ص: 338 ] من المخلوقات، وقلما يستعمل في غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة وخلق السموات والأرض.

والنسمة: النفس والروح، وكل دابة فيها روح تسمى نسمة.

قوله: "العقل" أي الدية، وأصله: أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل فعقلها بفناء أولياء المقتول، أي شدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضونها منه، فسميت الدية عقلا بالمصدر، يقال: عقل البعير يعقله عقلا، وجمعها عقول.

التالي السابق


الخدمات العلمية