صفحة جزء
5071 5072 5073 ص: حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: أخبرني مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة: " ، أن امرأتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى بحجر، فطرحت جنينها، فقضى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغرة عبد أو وليدة". .

حدثنا يونس ، قال: أنا شعيب بن الليث ، عن أبيه ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال: " قضى رسول الله -عليه السلام- في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة : عبد أو أمة، وأن التي قضى عليها بالغرة توفيت، فقضى رسول الله -عليه السلام- أن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها". .

حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، قال: أنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال: " قضى رسول الله في الجنين بغرة عبد أو أمة، فقال الذي قضي عليه العقل: كيف يدي من لا شرب ولا أكل، ولا صاح فاستهل، فمثل ذلك يطل، . فقال رسول الله -عليه السلام-: إن هذا يقول بقول شاعر. فيه غرة عبد أو أمة".


ش: هذه ثلاث طرق صحاح:

الأول: رجاله كلهم رجال الصحيح: عن يونس بن عبد الأعلى شيخ مسلم ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي هريرة .

[ ص: 414 ] وقد أخرجه الطحاوي مرة في باب: "شبه العمد الذي لا قود فيه" عن يونس ، عن ابن وهب ، عن يونس بن زيد ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة .

وأخرجه البخاري ومسلم وقد ذكرناه.

الثاني: عن يونس أيضا، عن شعيب بن الليث ، عن أبيه الليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة .

وأخرجه أبو داود والترمذي: كلاهما عن قتيبة ، عن الليث .... إلى آخره نحوه.

الثالث: عن علي بن شيبة بن الصلت ، عن يزيد بن هارون الواسطي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة .

وأخرجه ابن ماجه: نا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال: "قضى رسول الله -عليه السلام- في الجنين بغرة عبد أو أمة، فقال الذي قضي عليه: أنعقل من لا شرب ولا أكل، ولا صاح ولا استهل؟! مثل ذلك يطل! فقال رسول الله -عليه السلام-: إن هذا ليقول بقول شاعر، فيه غرة عبد أو أمة".

وأخرجه الترمذي: عن علي بن سعيد الكندي ، عن ابن أبي زائدة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة، نحوه.

[ ص: 415 ] وقال: حديث حسن.

قوله: "أن امرأتين من هذيل" قد ذكرنا أن اسم إحداهما مليكة، واسم الأخرى: أم غطيف.

و"هذيل": هو ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

قوله: "بغرة عبد" يتعلق بقوله: "قضى" و"عبد" بالجر عطف بيان عن الغرة.

قوله: "أو وليدة" أي: أو جارية، وهذا محمول على التفسير لا على الشك عند الجمهور، فافهم.

قوله: "من بني لحيان" بكسر اللام وفتحها وهو لحيان بن هذيل بن مدركة، ولحيان قبيل من هذيل، فلذلك جاء في رواية: "امرأتان من هذيل" وفي أخرى: "من بني لحيان".

قوله: "وأن العقل" أي: الدية "على عصبتها" أي: عصبة المرأة القاتلة.

قوله: "فقال الذي قضي عليه العقل": أي الدية، وهو على صيغة المجهول.

قوله: "كيف ندي" من ودى يدي، أي: كيف نودي دية من لا شرب ولا أكل، ولا صاح، أي ولا صوت.

قوله: "فاستهل" بالتاء، تفسير لقوله: "صاح" أي: ولا رفع صوته، وكل من رفع صوته فقد استهل.

قوله: "يطل" بضم الياء آخر الحروف وفتح الطاء المهملة، من طل دمه إذا هدر، وروي "بطل" بالباء الموحدة، من البطلان وقد حققنا القول فيه في باب: "شبه العمد".

التالي السابق


الخدمات العلمية