صفحة جزء
4956 ص: قيل لهم: هذا كما ذكرتم لو لم يختلف في ذلك عنها، فقد روى ابن عيينة ، عن الزهري، ، عن عمرة، ، عن عائشة ، ما قد ذكرنا في الفصل الأول، فكان ذلك إخبارا منها عن فعل النبي -عليه السلام- لا عن قوله.

ويونس بن يزيد عندكم لا يقارب ابن عيينة، ، فكيف تحتجون بما روى وتدعون ما روى ابن عيينة؟! ؟


ش: أي قيل لهؤلاء في جواب ما ذكروا من قولهم: "فدل ذلك أن ما ذكر عنها في الحديث الأول...." إلى آخره.

وتقريره أن يقال: كنا نسلم ما ذكرتم من ذلك لو لم يختلف في ذلك عن عائشة - رضي الله عنها - وقد اختلف كما ذكرنا، ففي رواية سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عمرة عنها إخبار منها عن فعل النبي -عليه السلام- لا عن قوله، وتعيين المقدار اجتهاد منها كما قد ذكرنا، وفي رواية يونس بن يزيد الأيلي إخبار عن قوله -عليه السلام- ويونس هذا لا يقارب عندكم ولا عند غيركم سفيان بن عيينة، فكيف تحتجون بقول يونس وتتركون قول سفيان؟!

فإن قيل: لا نسلم أن يونس لا يقارب سفيان بن عيينة، وقد قال يحيى:

[ ص: 587 ] أثبت أصحاب الزهري معمر ويونس، وقال أحمد بن صالح المصري: نحن لا نقدم في الزهري على يونس أحدا.

قلت: سفيان إمام، عالم، ورع، زاهد، حجة، ثقة، ثبت، مجمع على صحة حديثه، وكيف يقاربه يونس بن يزيد، وقد قال ابن سعد: كان يونس حلو الحديث وكثيره، وليس بحجة ربما جاء بالشيء المنكر.

التالي السابق


الخدمات العلمية