صفحة جزء
6062 ص: فكان من الحجة عليهم للآخرين في ذلك: أنه قد يحتمل أن يكون ذلك الإيواء الذي لا تعريف معه، وقد بين ذلك ما قد حدثنا فهد، قال: ثنا ابن أبي مريم ، قال: أنا يحيى بن أيوب ، قال: حدثني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة قد أخبره، عن أبي سالم الجيشاني ، عن زيد بن خالد الجهني ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها ".

6063 وحدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عمي، قال: ثنا عمرو بن الحارث ...فذكر بإسناده مثله.

فبين رسول الله -عليه السلام- في هذا الحديث من الذي يكون بإيوائه الضالة ضالا، وأنه الذي لا يعرفها، فعاد معنى هذا الحديث إلى معنى حديث الجارود، 5 وعبد الله بن الشخير أيضا.


ش: أي فكان من الدليل والبرهان على أهل المقالة الأولى للقوم الآخرين، وهم أهل المقالة الثانية، وأراد بها الجواب عما احتجوا به من حديث جرير بن عبد الله، وبيانه أن يقال: المراد من الإيواء المذكور في حديث جرير هو الإيواء الذي لا يقصد به التعريف، وقد بين ذلك حديث زيد بن خالد الجهني .

أخرجه من طريقين بإسناد مصري صحيح.

الأول: عن فهد بن سليمان ، عن سعيد بن أبي الحكم المعروف بابن أبي مريم شيخ البخاري ، عن يحيى بن أيوب الغافقي ، عن عمرو بن الحارث بن يعقوب ، عن بكر بن سوادة الجذامي المصري ، عن أبي سالم سفيان بن هانئ الجيشاني [ ص: 393 ] -بفتح الجيم وسكون الياء آخر الحروف، وبالشين المعجمة- نسبة إلى جيشان بن عيدان بن حجر بن ذي رعين الحميري، وثقه ابن حبان .

عن زيد بن خالد الجهني المدني الصحابي - رضي الله عنه -.

وأخرجه الطبراني: عن أحمد بن رشدين المصري ، عن سعيد بن أبي مريم ، عن يحيى بن أيوب ، عن عمرو بن الحارث ...إلى آخره نحوه.

الثاني: عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، عن عمه عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ...إلى آخره.

وأخرجه النسائي: عن الحارث بن مسكين ، عن ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي سالم به نحوه.

قوله: "من الذي" مفعول لقوله: "فبين".

وقوله: "الضالة" مفعول المصدر المضاف إلى فاعله، أعني قوله: "بإيوائه".

وقوله: "حالا" خبر يكون في قوله: "من الذي يكون"؛ فافهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية