صفحة جزء
7269 ص: حدثنا يونس ، قال: أنا ابن وهب ، قال: كتب إلي كثير بن عبد الله بن عمرو يحدثني، عن أبيه ، عن جده قال: " رأيت النبي -عليه السلام- كبر في الأضحى سبعا وخمسا، وفي الفطر مثل ذلك".


[ ص: 436 ] ش: يونس هو ابن عبد الأعلى ، وابن وهب هو عبد الله، وجد عبد الله هو عمرو بن عوف المزني الصحابي .

وأخرجه الترمذي: عن أبي عمرو مسلم بن عمرو ، عن عبد الله بن نافع ، عن كثير بن عبد الله ، عن أبيه، عن جده: "أن النبي -عليه السلام- كبر في العيدين في الأولى سبعا وفي الثانية خمسا".

وأخرجه ابن ماجه: عن محمد بن عبد الله بن عبيد ، عن محمد بن خالد ، عن كثير نحوه.

وأخرجه الدارقطني ثم البيهقي، ثم قال البيهقي، قال الترمذي: سألت محمدا -يعني البخاري- عن هذا الحديث، فقال: ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا، وبه أقول.

قلت: كثير بن عبد الله بن عمرو المذكور قال فيه الشافعي: ركن من أركان الكذب. وقال أبو داود: كذاب. وقال ابن حبان يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب.

وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال ابن حنبل: منكر الحديث ليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد: ضرب أبي على حديثه في "المسند"، ولم يحدث عنه. وقال أبو زرعة: واهي الحديث.

فإذا كان الأمر كذلك فكيف يقال في حديثه هذا: ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا؟!.

فإن قلت: لا يلزم من هذا الكلام صحة الحديث، بل المراد منه أنه أصلح شيء في هذا الباب، وكثيرا ما يريدون بهذا الكلام هذا المعنى.

[ ص: 437 ] قلت: الذي يفهم من كلام البيهقي أنه أراد الصحة، وكذا قال عبد الحق في "أحكامه" فقال عقيب حديث كثير هذا: صحح البخاري هذا الحديث.

ولئن سلمنا أنه أراد به أنه أصلح شيء في هذا الباب، ولكن ليس الأمر كذلك أيضا، بل حديث عمرو بن شعيب أصلح منه؛ فافهم.

وقال ابن [دحية]: في "العلم المشهور": وكم حسن الترمذي في كتابه من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية منها هذا الحديث -أعني حديث كثير- عن أبيه، عن جده، فإن الحسن عندهم ما نزل درجة الصحيح، ولا يرد عليه إلا من كلامه؛ فإنه قال في "علله" التي في كتابه "الجامع": والحديث الحسن عندنا ما روي من غير وجه ولم يكن شاذا ولا في إسناده من يتهم بالكذب.

التالي السابق


الخدمات العلمية