صفحة جزء
7313 ص: حدثنا محمد بن سنان، قال: ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، قال: ثنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن المعرور بن سويد، قال: " خرجنا حجاجا أو معتمرين فلقينا أبو ذر - رضي الله عنه - بالربذة عليه برد وعلى غلامه برد مثله، فقلنا له: يا أبا ذر لو أخذت هذا البرد إلى بردك لكانت حلة، ، وكسوته بردا غيره، فقال أبو ذر: سمعت رسول الله -عليه السلام- يقول: إخوانكم جعلهم الله -عز وجل- تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه". .

حدثنا ابن مرزوق ، عن أبي عامر العقدي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن مورق ، عن أبي ذر عن النبي -عليه السلام-: "من لاءمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تكسون، ومن لا يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله -عز وجل-".


ش: هذان طريقان صحيحان:

الأول: عن محمد بن سنان الشيرازي ، عن عيسى بن عبد الوهاب بن نجدة الشامي الجبلي شيخ أبي داود وثقه ابن حبان ، والحوطي [....] عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، عن سليمان الأعمش ، عن المعرور -بالعين المهملة- بن سويد الأسدي الكوفي ، عن أبي ذر، واسمه جندب بن جنادة .

[ ص: 482 ] وأخرجه مسلم: نا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: نا وكيع قال: نا الأعمش ، عن المعرور بن سويد قال: "مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه برد مثله، فقلنا: يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة، فقال: إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه، فشكاني إلى النبي -عليه السلام- فقال: يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، قلت: يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه، قال: يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم".

وأخرجه أبو داود: عن مسدد ، عن عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن المعرور، بمعناه.

وأخرجه الترمذي: عن بندار ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، عن واصل ، عن المعرور .

وقال: حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجه: عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن الأعمش، نحو رواية مسلم .

قوله: "حجاجا" جمع حاج، وانتصابه على الحال التي يقال لها: الحال المقدرة، والمنتظرة أيضا.

قوله: "أو معتمرين" عطف عليه.

قوله: "بالربذة" بفتح الراء والباء والموحدة والذال المعجمة، قرية من قرى المدينة، بينها وبين المدينة قدر مرحلة، وكان أبو ذر - رضي الله عنه - يكون بها، وبها قبره.

[ ص: 483 ] الثاني: عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، عن سفيان الثوري ، عن منصور بن المعتمر ، عن مجاهد ، عن مورق بن مشمرج العجلي الكوفي ، عن أبي ذر .

وأخرجه أبو داود: عن محمد بن عمرو الرازي ، عن جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن مورق ...إلى آخره نحوه.

قوله: "من لاءمكم" من الملاءمة وهي الموافقة، يقال: هو يلائمني -بالهمز- ثم يخفف فيصير ياء، و"الخدم" جمع خادم، يتناول الذكور والإناث.

التالي السابق


الخدمات العلمية