صفحة جزء
10770 4876 - (11154) - (3\20) عن أبي سعيد الخدري، قال: لا أحدثكم إلا

ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته أذناي، ووعاه قلبي: "إن
عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم عرضت له التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل، فأتاه فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسا، فهل لي من توبة؟ قال: بعد قتل تسعة وتسعين نفسا؟! قال: فانتضى سيفه فقتله به، فأكمل به مائة، ثم عرضت له التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل، فأتاه فقال: إني قتلت مائة نفس، فهل لي من توبة؛ فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة؛ اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا وكذا، فاعبد ربك فيها، قال: فخرج إلى القرية الصالحة، فعرض له أجله في الطريق، قال: فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، قال: فقال إبليس: أنا أولى به، إنه لم يعصني ساعة قط. قال: فقالت ملائكة الرحمة: إنه خرج تائبا". قالهمام: فحدثني حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبي رافع، قال: "فبعث الله - عز وجل - له ملكا، فاختصموا إليه"، ثم رجع إلى حديث قتادة، قال: فقال: "انظروا أي القريتين كان أقرب إليه، فألحقوه بأهلها". قال قتادة: فحدثنا الحسن، قال: "لما عرف الموت، احتفز بنفسه، فقرب الله - عز وجل - منه القرية الصالحة، وباعد منه القرية الخبيثة، فألحقوه بأهل القرية الصالحة".



* قوله : "ثم عرضت له التوبة"؛ أي: ظهر له أن يتوب إلى الله تعالى.

* "على رجل": من أهل العبادة دون العلم.

* "قال: بعد قتل. . . إلخ": استبعادا لأن يكون له توبة بعد قتله هذا المقدار.

[ ص: 416 ]

* "فانتضى": بالضاد المعجمة؛ أي: أخرجه من غمده.

* "على رجل": هو عالم، وبهذا ظهر الفرق بين العالم والعابد؛ حيث إن الأول أخرجه من هلاك الآخرة مع حفظ نفسه من هلاك الدنيا، والثاني بالعكس.

* "الخبيثة"؛ أي: التي لا خير فيها في حق هذا الرجل.

* "أولى به"؛ أي: أولى بأن يكون من أهل إغوائي له.

* "ملكا"؛ أي: لهذا الاختصام؛ ليقطع ويحكم بينهم.

* "احتفز بنفسه": الباء للتعدية؛ أي: دفع نفسه إلى القرية الصالحة؛ ليقرب منها بشيء، وهذا دليل على صدقه في عزيمته.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية