صفحة جزء
11545 5178 - (11956) - (3\99) عن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في جبهته حتى سال الدم على وجهه، فقال: " كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم، وهو يدعوهم إلى ربهم؟! " ، فنزلت هذه الآية: ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون [آل عمران: 128].


* قوله : " كسرت رباعيته " : الرباعية كالثمانية - بفتح راء وتخفيف ياء - : هي

[ ص: 75 ] السن التي تلي الثنية من كل جانب، وللإنسان أربع رباعيات.

* " وشج " : على بناء المفعول، والشج - بالتشديد - : ضرب الرأس خاصة وجرحه وشقه، ثم استعمل في غيره.

قال النووي: ووقوع مثل ذلك بالأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - لينالوا جزيل الأجر، ولتعرف أممهم وغيرهم ما أصابهم، ويأتسوا به، وليعلم أنهم من البشر تصيبهم من المحن ما يصيب البشر، ولا يفتتن بما ظهر على أيديهم من المعجزات.

* " يفلح " : من الإفلاح، وهو الفوز بالخير.

* " ليس لك من الأمر " : من أمر فلاحهم.

* " شيء " : أي: فلا تتكلم في هذا الباب، وإنما أنت مبعوث لإنذارهم ومجاهدتهم، قيل: هذه الجملة معترضة بين المتعاطفين.

* قوله : " أو يتوب عليهم " : عطف على ليقطع طرفا [آل عمران: 127]، والمعنى: أن الله تعالى مالك أمرهم، فإما أن يهلكهم، أو يهزمهم، أو يتوب عليهم إن أسلموا، أو يعذبهم إن أصروا على الكفر، وكل ذلك إليه لا إليك. قيل: لعل السر في إنزال هذه الآية أنه تعالى قد علم أن غالبهم يسلمون، فلذلك قد أسلم غالبهم، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية