صفحة جزء
12757 5446 - (12360) - (3\133) عن أنس : أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة، قال: وقد رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا له عند يهودي في بالمدينة، فأخذ منه شعيرا لأهله، قال: ولقد سمعته ذات يوم يقول: " ما أمسى عند آل محمد صاع حب، ولا صاع بر " ، وإن عنده تسع نسوة يومئذ.


* قوله : " وإهالة " : - بكسر الهمزة - : المذاب من الألية، وقيل: هو الدهن الذي يؤتدم به مطلقا.

* " سنخة " : - بفتح فكسر وإعجام خاء - ; أي: متغيرة الرائحة; من طول الزمان، وهذا بيان لزهده وتواضعه صلى الله عليه وسلم.

" وقد رهن " : وقد جاء أنه بقي مرهونا حتى توفي صلى الله عليه وسلم، ولابد من النظر أن هذا اليهودي هل كان من سكان خيبر، أو كان بالمدينة، وقد جاء أن يهود المدينة أخرج بعضهم، وقتل آخرون، والله تعالى أعلم.

* " ولقد سمعته " : قيل: هو من كلام قتادة، وضمير " سمعته " لأنس، ورده الحافظ ابن حجر أنه خلاف الظاهر، فلا يصار إليه، والظاهر أنه من كلام أنس، وضمير " سمعته " للنبي صلى الله عليه وسلم، ورده العيني بأنه لا يحسن نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم; لما فيه من إظهار الشكوى.

[ ص: 213 ] قلت: الحديث في سنن ابن ماجه بلفظ عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مرارا: " والذي نفس محمد بيده! ما أصبح عند آل محمد صاع حب ولا صاع تمر " ، ثم ذكر ابن ماجه عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أصبح في آل محمد إلا مد من طعام، أو ما أصبح في آل محمد مد من طعام " ، وهذا صريح في الرفع، ولا يخفى ركاكة أن يكون نحو ما أصبح أو ما أمسى من قول أنس، ولعله صلى الله عليه وسلم قاله ترغيبا لأمته في الزهد في الدنيا، وتوكلا على المولى; لما كان هو صلى الله عليه كذلك، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية