صفحة جزء
11966 5453 - (12374) - (3\134) عن أنس: أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم مرجعه من الحديبية، وأصحابه مخالطون الحزن والكآبة، وقد حيل بينهم وبين مناسكهم، ونحروا الهدي بالحديبية: إنا فتحنا لك فتحا مبينا إلى قوله: صراطا مستقيما [الفتح: 1 - 2]، قال: " لقد أنزلت علي آيتان، هما أحب إلي من الدنيا جميعا " . قال: فلما تلاهما، قال رجل: هنيئا مريئا يا نبي الله، قد بين الله لك ما يفعل بك، فما يفعل بنا؟ فأنزل الله - عز وجل - الآية التي بعدها: ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار حتى ختم الآية.


* قوله : " أنها نزلت " : المضمر للقصة، وفاعل نزلت: إنا فتحنا [الفتح: 1]، باعتبار أنها سورة، أو قطعة من القرآن.

* " مرجعه " : أي: زمن رجوعه.

* " والكآبة " : كالكراهة في الوزن; أي: الشدة والمشقة.

* قوله : " قد بين الله لك ما يفعل بك " : على بناء المفعول أو الفاعل; أي: بعد أن

[ ص: 216 ] قال لك: قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم [الجاثية: 9].

* " ليدخل المؤمنين " : إن حمل على الاستغراق، ظهر شموله لمن بعدهم، وإن حمل على العهد، فالمرجو أن من جاء بعدهم، وهو يقول: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم [الحشر: 10]، فهو في حكمهم لاحق بهم، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية