صفحة جزء
11985 5467 - (12393) - (3\136) عن أنس، قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها، فقال: حتى أستأمر أمها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فنعم إذا " .

قال: فانطلق الرجل إلى امرأته، فذكر ذلك لها، فقالت: " لا ها الله إذا، أما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جليبيبا،
وقد منعناها من فلان وفلان؟! قال: والجارية في سترها تستمع، قال: فانطلق الرجل يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقالت

[ ص: 224 ] الجارية: أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟! إن كان قد رضيه لكم، فأنكحوه. قال: فكأنها جلت عن أبويها، وقالا: صدقت. فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت قد رضيته، فقد رضيناه. قال: " فإني قد رضيته " . فزوجها.

ثم فزع أهل المدينة، فركب جليبيب، فوجدوه قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم. قال أنس: فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق ثيب في المدينة.



* قوله : " على جليبيب " : - بضم جيم مصغر - : اسم رجل من الأنصار; أي: لأجله.

* " حتى أستأمر أمها " : أي: أشاورها.

* " إذا " : أي: إذ قلت.

* " لا والله إذا " : أي: إذ كان يريدها لجليبيب، أو إذ كنت تشاورني.

* " قد رضيه " : أي: جليبيبا.

* " فأنكحوه " : من الإنكاح.

* " جلت " : من الجلاء; أي: كشفت الريب والهم.

* " فزوجها " : وفي " صحيح ابن حبان " : قال حماد: قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: هل تدري ما دعا لها به؟ قال: وما دعا لها به؟ قال: " اللهم صب الخير عليها صبا، ولا تجعل عيشهما كدا " .

* " فزع " : - بكسر الزاي أو فتحها - .

* " لمن أنفق ثيب " : - بالمثلثة وتشديد الياء وموحدة - كذا في نسختنا، وكذا

في " صحيح ابن حبان " في حديث أنس بلفظ: " فما رأيت بالمدينة ثيبا أنفق

[ ص: 225 ] منها " ، وفي بعض " : " أنفق بيت " - بموحدة وتخفيف ياء تحتية ثم تاء فوقية - وهو سهو، والله تعالى أعلم.

وفي " المجمع " : رواه أحمد، والبزار، إلا أنه قال: فكأنما حلت عن أبويها عقالا، ورجال أحمد رجال الصحيح.

قلت: وكذا رواه ابن حبان في " صحيحه " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية