صفحة جزء
12006 5482 - (12414) - (3\139) عن أنس بن مالك، قال: شق على الأنصار النواضح، فاجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يكري لهم نهرا سيحا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مرحبا بالأنصار، مرحبا بالأنصار، والله! لا تسألوني اليوم شيئا إلا أعطيتكموه، ولا أسأل الله لكم شيئا إلا أعطانيه " ، فقال بعضهم لبعض " : اغتنموها وسلوا المغفرة، فقالوا: يا رسول الله! ادع الله لنا بالمغفرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار " .


* قوله : " النواضح " : أي: الإبل التي يسقى عليها; أي: شق عليهم سقي الأراضي بالنواضح، فطلبوا أن يكون لهم نهر جار لا يحتاجون في السقي منه إلى تعب.

* " أن يكري " : يقال: كريت الأرض، وكروتها: إذا حفرتها; أي: يحفر لهم بالدعاء; أي: يدعو لهم بنهر، فإذا جاء النهر، فكأنه حفر لهم.

* " نهرا سيحا " : جاريا.

* " واطلبوا المغفرة " : هذا من علو همتهم واهتمامهم بأمر الآخرة دون الدنيا.

[ ص: 241 ] * " ولأبناء أبناء الأنصار " : الظاهر أن المراد بهم الأبناء بلا واسطة; إذ لو كان المراد العموم، لدخل الأبناء إلى يوم القيامة في أبناء الأنصار، فلا حاجة إلى زيادة أبناء الأبناء، ويحتمل العموم في الثاني دون الأول، والله تعالى أعلم.

وفي " المجمع " : رواه أحمد، والبزار بنحوه، وقال: " مرحبا بالأنصار ثلاثا " ، والطبراني في " الأوسط " ، و " الصغير " ، و " الكبير " بنحوه، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية