صفحة جزء
13889 [ ص: 11 ] 5985 - (14301) - (3 \ 307 - 308) قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان ، قال : سمع ابن المنكدر جابرا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو جاء مال البحرين ، لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا " ، قال : فلما جاء مال البحرين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو بكر : من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا . قال : فجئت . قال : فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو قد جاء مال البحرين ، لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا" ثلاثا ، قال : فخذ ، قال : فأخذت . - قال بعض من سمعه : فوجدتها خمس مئة - فأخذت ، ثم أتيته ، فلم يعطني ، ثم أتيته ، فلم يعطني ، ثم أتيته الثالثة ، فلم يعطني ، فقلت : إما أن تعطيني ، وإما أن تبخل عني . قال : أقلت : تبخل عني ؟ وأي داء أدوأ من البخل ؟ ! ما سألتني مرة إلا وقد أردت أن أعطيك .


* قوله : "لقد أعطيتك هكذا " : أشار ببسط يديه ثلاث مرات .

* "أو عدة " : أي : وعد .

* "فخذ " : أي : حثى لي حثية ، وقال : خذها .

* "فوجدتها " : أي : الحثية .

* "ثم أتيته " : ظاهر هذا أنه أخر الحثيتين الأخيرتين ، فكان جابر يجيء لهما مرارا عنده ، لكن لفظ البخاري في الخمس يدل أنهما روايتان ، ففي رواية : "فحثا لي ثلاثا " ، وفي رواية : "فأتيت أبا بكر فسألت فلم يعطني " ، فالظاهر أنه وقع في هذه الرواية خلط بين الروايتين .

* "قال : أقلت " : بالخطاب ، قاله إنكارا عليه .

* "وأي الداء أدوأ " : في القسطلاني : هو بالهمز على الصواب ; أي : أقبح ،

[ ص: 12 ] والمحدثون يروونه : "أدوى" بغير همز ، وهو من دوي : إذا كان به مرض في جوفه ، فيحمل على أنهم سهلوا الهمز .

* "إلا وقد أردت أن أعطيك " : قال القسطلاني : ومنعه هذا لعله لئلا يحرص على الطلب ، أو لئلا يزدحم الناس عليه ، فلم يقصد المنع الكلي .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية