صفحة جزء
14000 [ ص: 49 ] 6059 - (14409) - (3 \ 317) عن عطاء ، قال : قال جابر بن عبد الله : أهللنا - أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - بالحج خالصا ليس معه غيره ، خالصا وحده ، فقدمنا مكة صبح رابعة مضت من ذي الحجة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "حلوا ، واجعلوها عمرة " ، فبلغه أنا نقول : لما لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس ، أمرنا أن نحل ، فنروح إلى منى ، ومذاكيرنا تقطر منيا ، فخطبنا ، فقال : "قد بلغني الذي قلتم ، وإني لأتقاكم وأبركم ، ولولا الهدي ، لحللت ، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ، ما أهديت ، حلوا واجعلوها عمرة " . قال : وقدم علي من اليمن ، قال : "بم أهللت ؟ " ، فقال : بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "فاهده وامكث حراما كما أنت " .


* قوله : "أهللنا - أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - " : هو - بالنصب - بتقدير : أعني : أصحاب النبي ، أو : أخص أصحاب النبي ، أو أريد ، ونحو ذلك ، والحديث دليل على أنهم كانوا مفردين بالحج ، وقد جاء أن منهم من لم يكن كذلك ، فهذا بالنسبة إلى الغالب .

* "ومذاكيرنا تقطر منيا " : كناية عن قرب العهد بالجماع والاستمتاع بالنساء .

* قوله : "امكث حراما كما أنت " : أي : على الحال التي أنت عليها من الإحرام ، أكده لأنه أمر الناس بالفسخ ، فربما يستبعد في حقه البقاء على إحرامه ، فأكد الأمر بالبقاء على الإحرام لذلك ، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية