صفحة جزء
14125 6131 - (14534) - (3 \ 330) عن طلق بن حبيب ، قال : كنت من أشد الناس تكذيبا بالشفاعة ، حتى لقيت جابر بن عبد الله ، فقرأت عليه كل آية ذكرها الله - عز وجل - فيها خلود أهل النار ، فقال : يا طلق ! أتراك أقرأ لكتاب الله مني ، وأعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأنصفت له ، فقلت : لا والله ، بل أنت أقرأ لكتاب الله مني ، وأعلم بسنته مني . قال : فإن الذي قرأت : أهلها هم المشركون ،

[ ص: 92 ] ولكن قوم أصابوا ذنوبا فعذبوا بها ، ثم أخرجوا ، صمتا - وأهوى بيديه إلى أذنيه - إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "
يخرجون من النار " ، ونحن نقرأ ما تقرأ .



* قوله : "تكذيبا بالشفاعة " : أي في إخراج أصحاب الكبائر من النار ; بحمل ما جاء من الشفاعة في القرآن على غير هذه الشفاعة .

* "فأنصفت له " : من الإنصاف ; أي : اعترفت له بالحق ، وفي بعض النسخ : "فاتضعت" - بضاد معجمة وعين مهملة - : افتعال من الوضع ; أي : انخفضت له ، وتأدبت معه .

* "فإن الذي قرأت " : أي : من القرآن الدال على الخلود .

* "أهلها " : تأنيث الضمير باعتبار الآيات ، كما أن تذكير "الذي" باعتبار القرآن .

* "ولكن قوم " : أي : "لكن" محل الشفاعة الخارجون عن النار بها قوم ، فلا منافاة بين القرآن وبين الأحاديث الدالة على الشفاعة .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية