صفحة جزء
14128 6133 - (14537) - (3 \ 330) عن جابر بن عبد الله الأنصاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة ، فأعجبته ، فأتى زينب وهي تمعس منئة ، فقضى منها حاجته ، وقال : " إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم امرأة ، فأعجبته ، فليأت أهله ;فإن ذاك يرد مما في نفسه " .


* قوله : "رأى امرأة " : أي وقع نظره عليها اتفاقا من غير قصد .

* قوله : "فأعجبته " : أي : ظهر له حسنها وجمالها ; فإن كل جميل يظهر للرائي جماله ، وليس المراد أنه غلب عليه حبها ; كما يغلب على قلب آحاد الناس .

* "تمعس " : من المعس - بالعين المهملة - بمعنى : الدلك .

[ ص: 94 ] * "والمنيئة" - بميم مفتوحة ثم نون مكسورة ثم ياء ثم همزة - بوزن ذبيحة : هي الجلد أول ما يوضع في الدباغ .

* "تقبل في صورة شيطان " : الصورة قد تطلق على معنى الصفة ، وهو المراد ها هنا - كما ذكره القرطبي - ; أي : أنها توسوس في صدور الرجال ; كالشيطان يوسوس في صدور الناس .

قال النووي : قال العلماء : إنما فعل هذا بيانا لهم وإرشادا إلى ما ينبغي لهم أن يفعلوه ، فعلمهم بفعله وقوله ، وفيه : أنه لا بأس بطلب الرجل امرأته إلى الوقاع في النهار وغيره ، وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه ; لأنه ربما غلبت على الرجل شهوته ، فيتضرر بالتأخير في بدنه أو قلبه أو بصره ، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية