صفحة جزء
14951 6433 - (15376) - (3 \ 408) عن أم عبد الملك بن أبي محذورة : أنهما سمعاه من أبي محذورة ، قال أبو محذورة : خرجت في عشرة فتيان مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أبغض الناس إلينا ، فأذنوا ، فقمنا نؤذن نستهزئ بهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ائتوني بهؤلاء الفتيان " ، فقال : "أذنوا ، فأذنوا ، فكنت أحدهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "نعم ، هذا الذي سمعت صوته ، اذهب فأذن لأهل مكة " . فمسح على ناصيته ، وقال : "قل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، مرتين ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، مرتين ، ثم ارجع فاشهد أن لا إله إلا الله ، مرتين ، واشهد أن محمدا رسول الله ، مرتين ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، مرتين ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، وإذا أذنت بالأول من الصبح ، فقل : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ، وإذا

[ ص: 255 ] أقمت فقلها مرتين ، قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، أسمعت ؟ " .
قال : وكان أبو محذورة لا يجز ناصيته ، ولا يفرقها ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح عليها .


* قوله : "مع النبي صلى الله عليه وسلم " : أي : في حنين .

* "وهو " : يريد النبي صلى الله عليه وسلم ; أي : كان حينئذ كذلك ، ثم انقلب البغض حبا .

* "فأذنوا " : أي : الصحابة .

* "ثم أرجع " : صريح في الترجيع ، وقد ثبت الترجيع في أذان أبي محذورة ثبوتا لا مرد له ; كما ثبت عدمه في أذان بلال ، فالوجه جواز الوجهين ، والأقرب الترجيع إن كان المؤذن جديد الإسلام ، وتركه إن كان قديم الإسلام ; كأبي محذورة وهلال .

* "بالأول من الصبح " : أي : بالأذان الأول ، والمراد : الاحتراز عن الإقامة .

* "فقلها " : أي : الكلمة الآتية ، فهو ضمير مبهم ، وقوله : "قد قامت الصلاة" تفسير له .

"أسمعت " : من الإسماع ; أي : قلت : على وجه تسمع الحاضرين ، أو من السماع ، والهمزة للاستفهام ; أي : أسمعت ما قلت لك أم لا ؟

* * * * *

التالي السابق


الخدمات العلمية