صفحة جزء
727 515 - (725) - (1 \ 94) عن علي، قال: قال عمر بن الخطاب للناس: ما ترون في فضل فضل عندنا من هذا المال؟ فقال الناس: يا أمير المؤمنين، قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك، فهو لك. فقال لي: ما تقول أنت؟ فقلت: قد أشاروا عليك. فقال: قل. فقلت: لم تجعل يقينك ظنا؟ فقال: لتخرجن مما قلت. فقلت: أجل، والله لأخرجن منه، أتذكر حين بعثك نبي الله صلى الله عليه وسلم ساعيا، فأتيت العباس بن عبد المطلب، فمنعك صدقته، فكان بينكما شيء فقلت لي: انطلق معي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدناه خاثرا، فرجعنا، ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس، فأخبرته بالذي صنع، فقال لك: " أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟ " وذكرنا له الذي رأيناه من خثوره في اليوم الأول، والذي رأيناه من طيب نفسه في اليوم الثاني، فقال: " إنكما أتيتماني في اليوم الأول وقد بقي عندي من الصدقة ديناران، فكان الذي رأيتما من خثوري له، وأتيتماني اليوم وقد وجهتهما، فذاك الذي رأيتما من طيب نفسي " فقال عمر: صدقت، والله لأشكرن لك الأولى والآخرة .


* قوله: "فضل" : قيل: كسمع، بمعنى: زاد وبقي، وفي "القاموس": فضل: كنصر وعلم.

* "يقينك" : بأنك أحق به.

* "مما قلت" : أي: من عهدته بإثباته.

[ ص: 376 ] * "خاثر" : الخثور: ثقل النفس وعدم طيبها.

* "صنو أبيه" : أي: مثله، نشأ كل منهما من أصل واحد.

* "الأولى" : الكلمة الأولى في الإجمال.

* "والآخرة" : في التفصيل، أو في "الدنيا والآخرة".

ورجاله ثقات، إلا أن جريرا له أوهام إذا حدث من حفظه، وعمرو مدلس، وأبو البختري فيه تشيع قليل، كثير الإرسال.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية