صفحة جزء
15434 6742 - (15861) - (3\470) عن عاصم بن كليب، حدثني سهيل بن ذراع، أنه سمع معن بن يزيد أو أبا معن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجتمعوا في مساجدكم فإذا اجتمع قوم فليؤذنوني " قال: فاجتمعنا أول الناس فأتيناه، فجاء يمشي معنا، حتى جلس إلينا، فتكلم متكلم منا، فقال: الحمد لله الذي ليس للحمد دونه مقصر، وليس وراءه منفذ، ونحوا من هذا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فتلاومنا، ولام بعضنا بعضا، فقلنا: خصنا الله به أن أتانا أول الناس، وأن فعل وفعل، قال: فأتيناه فوجدناه في مسجد بني فلان، فكلمناه فأقبل يمشي معنا، حتى جلس في مجلسه الذي كان فيه - أو قريبا منه - ثم قال: " إن الحمد لله ما شاء الله جعل بين يديه، وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرا "، ثم أقبل علينا، فأمرنا وكلمنا وعلمنا .


* قوله : " فليؤذنوني " : من الإيذان بمعنى : الإعلام .

* "مقصر" : بفتح ميم ، وصاد - ; أي : إذا حمد أحد دون الله ، فلا يكون الحمد مقصورا عليه ، بل يكون متجاوزا عنه إلى الله; فإن ما حمد عليه ذلك الغير ، فهو منه تعالى ، فهو المستحق للحمد عليه حقيقة ، فكيف يقتصر مع ذلك على الغير؟

* "منفذ" : - بفتح الميم والفاء - ; أي : إذا حمد هو تعالى ، يقتصر الحمد عليه ، لا يتجاوز عنه إلى غيره; إذ ليس ما حمد عليه تعالى من غيره حتى ينصرف حمده تعالى إليه .

[ ص: 67 ] فالحاصل : أنه متى ما حمد غيره ، فالحمد له تعالى ، ومتى ما حمد هو ، لا ينصرف الحمد إلى غيره .

* "فغضب" : كأنه لما فيه من التقدم بين يديه ، وقد نهى الله تعالى عنه .

* "فقام" : أي : منصرفا .

* "أن" : أي : بأن .

* "بين يديه" : أي : قدام هذا الوقت الحاضر ، أو المراد : من شاء قدمه ، ومن شاء أخره .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية