صفحة جزء
15566 6832 - (15996) - (3\488 - 489) عن أبي مويهبة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على أهل البقيع، فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث مرات، فلما كانت الليلة الثانية قال : " يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي " قال : فركب ومشيت، حتى انتهى إليهم، فنزل عن دابته، وأمسكت الدابة، ووقف عليهم - أو قال : قام عليهم - فقال : " ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس أتت الفتن، كقطع الليل، يركب بعضها بعضا الآخرة أشد من الأولى ، فليهنكم ما أنتم فيه "، ثم رجع، فقال : " يا أبا مويهبة، إني أعطيت - أو قال : خيرت - مفاتيح ما يفتح على أمتي من بعدي، والجنة أو لقاء ربي " فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله، فأخبرنا، قال : " لأن ترد على عقبها ما شاء الله، فاخترت لقاء ربي [ ص: 161 ] - عز وجل - " . فما لبث بعد ذلك إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض صلى الله عليه وسلم، وقال أبو النضر مرة : " ترد على عقبيها ".


* قوله : "عن عبيد بن جبير عن أبي مويهبة" : في "الإصابة" : وقع في رواية بعضهم : عن عبيد بن حنين - بمهملة ونونين - ، وبه جزم ابن عبد البر ، وهو تصحيف ، وإنما هو عبيد بن جبير - بجيم وموحدة - نبه على ذلك ابن فتحون .

وفي "التعجيل" : لم يذكر عبد الله بن عمرو بينهما في رواية يعلى بن عطاء كما ذكر في رواية ابن إسحاق الآتي ، والذي يظهر أنه سقط في رواية يعلى بن عطاء .

ثم نبه الحافظ في "الإصابة" ، "والتعجيل" على ما وقع من الاختلاف رواية ابن إسحاق الآتي ، وذكر أن الحديث رواه الدارمي ، والحاكم ، وأبو نعيم في "الحلية" .

* قوله : "أمر" : على بناء المفعول .

* "ليلة ثلاث مرات" : هكذا في "المسند" ، وفي "المجمع" : "ليلا ثلاث مرات" .

* "الثانية" : وفي "المجمع" : الثالثة .

* "أسرج" : أمر من الإسراج .

* "لينهكم" : - بكسر اللام - مثل ليرم من رمى ، وهو مهموز استعمل استعمال الناقص تخفيفا .

* "أتت" : أي : جاءت .

* "كقطع" : - بكسر ففتح - : جمع قطعة; أي : كأنها قطعات الليل في الظلام .

[ ص: 162 ] * "الآخرة" : - بكسر الخاء المعجمة - .

* "أعطيت" : على بناء المفعول ، وكذا "خيرت" - بالتشديد - .

* "فأخبرنا" : - بالباء الموحدة - أمر من الإخبار ، ويحتمل أن يكون - بالتاء المثناة من فوق - : أمر من الاختيار ، وهو الموافق للرواية الثانية .

* "لأن ترد" : - بكسر اللام وفتح الهمزة - ، والفعل على بناء المفعول من الرد - بتشديد الدال - ، والضمير للأمة ، والجار والمجرور متعلق بقوله : "فاخترت" بناء على زيادة الفاء ، ومثله قوله تعالى : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [المطففين : 26] ، وأمثاله في القرآن كثيرة; أي : لأجل ما يقع فيهم من الارتداد والفتن اخترت لقاء الله تعالى .

وقد ذكر في "المجمع" قطعة من هذه الرواية في الجنائز ، ثم قال : رواه أحمد مطولا ، ولفظه عند البزار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه ذات ليلة ، فقال : "يا أبا مويهبة! انطلق ، فإني أمرت أن أستغفر لأهل البقيع" ، فانطلقت ، فلما أتى البقيع ، قال : "السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، لو تدرون ما نجاكم الله منه ، أقبلت الفتن" ، وإسناد أحمد والبزار كلاهما ضعيف ، ثم ذكر في "المناقب" الرواية الثانية ، وطرفا من الأولى ، وقال : رواه أحمد ، والطبراني بإسنادين ، ورجال أحدهما ثقات ، إلا أن الإسناد الأول : عن عبيد بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن أبي مويهبة ، والثاني : عن عبيد بن جبير ، عن أبي مويهبة .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية