صفحة جزء
15938 7015 - (16373) - (4\31) عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة : ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح ، سمعته أذناي ووعاه قلبي ، وأبصرته عيناي حين تكلم به ، أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرة ، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا : إن الله عز وجل أذن لرسوله ولم يأذن لكم ، إنما أذن لي فيها ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، وليبلغ الشاهد الغائب " .


* قوله : "لعمرو بن سعيد" : وكان أمير المدينة ليزيد بن معاوية .

* "يبعث البعوث" بضم الباء; أي : الجيوش لقتال ابن الزبير .

* "أحدثك" : بالجزم جواب الأمر .

[ ص: 326 ] * "الغد" : بالنصب; أي : ثاني يوم الفتح .

* "سمعته" : أي : القول .

* "ووعاه" : أي : حفظه .

* "وأبصرته" : أي : النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يضر التفكيك في الضمائر; لظهور القرينة ، والمقصود : المبالغة في تحقيق حفظه ذلك القول ، وأخذه عنه عيانا .

* "أن حمد الله" : أي : بأن حمد الله; بيان لكيفية التكلم ، أو هو تفسير للتكلم ، و "أن" تفسيرية .

* "حرمها الله" : أي : تحريمها بوحي الله تعالى وأمره ، لا أنه اصطلح الناس على تحريمها بلا أمره .

* "أن يسفك" : بكسر الفاء - ، وحكي - ضمها - ; أي : يسيل .

* "ولا يعضد" : قال ابن الجوزي : أصحاب الحديث يقولونه - بضم الضاد المعجمة - ، وقال لنا ابن الخشاب : هو - بكسرها - ; أي : يقطع .

* "فإن أحد" : كلمة "إن" شرطية كما في قوله : تعالى : وإن أحد من المشركين الآية [التوبة : 6] .

* "وإنما أذن" : على بناء الفاعل; أي : الله ، أو على بناء المفعول; أي : ففي القتال في مكة خصوصان : خصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وخصوص بالوقت ، وكل منهما يكفي في المنع ، فكيف إذا اجتمعا؟

* "وقد عادت" : كناية عن حرمتها بعد تلك الساعة .

* "وليبلغ" : من التبليغ ، أو الإبلاغ .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية