صفحة جزء
16067 7073 - (16502) - (4\46) عن عكرمة بن عمار ، حدثنا إياس بن سلمة ، قال : حدثني أبي قال : خرجنا مع أبي بكر بن أبي قحافة أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، قال : غزونا فزارة فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر فعرسنا ، قال : فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشنينا الغارة ، فقتلنا على الماء من قتلنا ، قال سلمة : ثم نظرت إلى عنق من الناس فيه الذرية والنساء نحو الجبل ، وأنا أعدو في آثارهم ، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل ، فرميت بسهم فوقع بينهم وبين الجبل ، قال : فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر رضي الله عنه ، حتى أتيته على الماء وفيهم امرأة من فزارة ، عليها قشع من أدم ومعها ابنة لها من أحسن العرب ، قال : فنفلني أبو بكر ابنتها ، قال : فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة ، ثم بت فلم أكشف لها ثوبا ، قال : فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال لي : " يا سلمة ، هب لي المرأة " ، قال : فقلت : يا رسول الله ، والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا ، قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال : " ياسلمة ، هب لي المرأة لله أبوك " ، قال : قلت : يا رسول الله ، والله أعجبتني ما كشفت لها ثوبا وهي لك يا رسول الله ، قال : فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة وفي أيديهم أسارى من المسلمين ففداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة .


[ ص: 375 ] * قوله : "أمره" : - بتشديد الميم - .

* "فعرسنا" : من التعريس ، وهو نزول المسافر آخر الليل .

* "فشنينا" : أي : فرقنا النهب عليهم من جميع الجهات ، والياء فيه مقلوبة من النون .

* "عنق" : بضمتين - : جماعة من الناس .

* "قشع" : بكسر القاف وفتحها وسكون الشين - ; أي : جلد يابس .

* "من أدم" : بفتحتين - ; أي : جلد .

* "فنفلني" : - بتشديد الفاء - ; أي : أعطاني زيادة على السهم .

* "فما كشفت" : كناية عن عدم الجماع .

* "لله أبوك" : قال أبو البقاء : هو في حكم القسم ، انتهى ، وتحقيقه أن النسبة إلى الله تعالى تعظيم للشيء ، فالمعنى : إن أباك عظيم حيث أتى بولد مثلك ، فرجع في الحقيقة إلى مدح الولد .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية