صفحة جزء
16068 7074 - (16503) - (4\46 - 47) قال ابن شهاب: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ، أن سلمة بن الأكوع قال : لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالا شديدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فارتد عليه سيفه فقتله ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وشكوا فيه رجل مات بسلاحه شكوا في بعض أمره ، قال سلمة : فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ، فقلت : يا رسول الله ، أتأذن لي أن أرجز بك ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عمر : اعلم ما تقول ، قال : فقلت : [ ص: 376 ]

والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدقت " .


فأنزلن سكينة علينا     وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا

فلما قضيت رجزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال هذا؟ " ، قلت : أخي قالها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرحمه الله " ، فقلت : يا رسول الله ، والله
إن ناسا ليهابون أن يصلوا عليه ، ويقولون : رجل مات بسلاحه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مات جاهدا مجاهدا " ، قال ابن شهاب : ثم سألت ابن سلمة بن الأكوع فحدثني ، عن أبيه مثل الذي حدثني عنه عبد الرحمن ، غير أن ابن سلمة قال : قال مع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يهابون الصلاة عليه ، كذبوا ، مات جاهدا مجاهدا فله أجره مرتين " ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بإصبعيه .



* قوله : "قاتل أخي" : هو عامر بن الأكوع ، والمشهور أنه عمه ، وسلمة بن الأكوع من النسبة إلى الجد ، ويقال : إنه أخوه كما هو مقتضى هذه الرواية ، وقيل في التوفيق : لعله أخوه رضاعا ، أو أخوه من الأم على ما عليه عادة الجاهلية .

* "وشكوا فيه" : من الشك ، والجملة حال .

* وقوله : "رجل مات بسلاحه" : مقول القوم .

* "شكوا في بعض أمره" : أي : في أمر الآخرة .

* "فقفل" : أي : رجع .

* "ليهابون" : - بفتح الياء - ; أي : ليخافون .

* "أن يصلوا عليه" : أي : يدعوا له بالرحمة .

[ ص: 377 ] * "جاهدا مجاهدا" : من باب التأكيد ، والأقرب بقوله : "له أجره مرتين" التأسيس ، فيراد بـ "جاهدا"; أي : مجتهدا في سبيل الخير ، وبقوله : "مجاهدا"; أي : غازيا في سبيل الله ، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية