صفحة جزء
16257 7183 - (16698) - (4\76) عن كلثوم بن جبر ، قال : كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر قال : فإذا عنده رجل يقال له : أبو الغادية ، استسقى ماء ، فأتي بإناء مفضض ، فأبى أن يشرب ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر هذا الحديث " لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض " فإذا رجل يسب فلانا ، فقلت : والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة. فلما كان يومصفين إذا أنا به وعليه درع قال : ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع. فطعنته ، فقتلته ، فإذا هو عمار بن ياسر ، قال : قلت : وأي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض ، وقد قتل عمار بن ياسر ؟!


* قوله : "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" : وكان محبا لعثمان ، ولأجله قتل عمارا؟ فإنه سمع منه يقع في عثمان بالمدينة ، فتوعده بالقتل ، وقال له : لئن أمكنني الله منك ، لأفعلن ، وكان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول : قاتل عمار بالباب ، يتبجح بذلك ، وانظر إلى العجب روى عن [ ص: 464 ] النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن القتل ، ثم يقتل مثل عمار! وجاء أنه أخبر بذلك عمرا ، فقال له عمرو : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "قاتل عمار وسالبه في النار" ، فقيل لعمرو : فكيف تقاتله؟ فقال : إنما قال : قاتله وسالبه ، والله تعالى أعلم .

* قوله : "بواسط القصب" : - بالإضافة - .

* "فلانا" : أي : عثمان .

* "لئن أمكنني الله" : الجزاء مقدر; أي : لأقتلنك .

* "إلى الفرجة" : ضبط - بفتح فسكون - ، وهي التفصي من الهم; أي : التخلص منه; أي : رأيت أن الذي يخلصني من هم قتله هو الطعن في جربان الدرع .

وفي "القاموس" : . الفرجة - مثلثة - : التفصي من الهم ، انتهى .

وأما الفرجة - بضم فسكون - ، فهو بمعنى الانفراج; كفرجة الحائط ، وهذا يمكن أن يكون بهذا المعنى .

* "في جربان الدرع" - بضمتين وتشديد الباء - : قرابه .

* "وأي يد كفتاه" : - الكاف للتشبيه - والمضاف مقدر; أي : كيد فتى ، ويحتمل أن المراد باليد : القوي ، فلا حاجة إلى تقدير مضاف; أي : أي رجل مثلك تراعي الدين على هذا الوجه ، وقد قتلت عمارا الذي وقع في عثمان; كأنه يمدحه ، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية