صفحة جزء
16556 7324 - (17004) - (4\109 - 110) عن ابن حوالة، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب له يملي عليه، فقال: " ألا أكتبك ياابن حوالة؟ " قلت: لا أدري، ما خار الله لي ورسوله، فأعرض عني - وقال إسماعيل، مرة في الأولى: " نكتبك يا ابن حوالة؟ " قلت: لا أدري ، فيم يا رسول الله؟ فأعرض عني - ، فأكب على كاتبه يملي عليه، ثم قال: " أنكتبك يا ابن حوالة؟ " قلت: لا أدري، ما خار الله لي ورسوله. فأعرض عني، فأكب على كاتبه يملي عليه، قال: فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فقلت: إن عمر لا يكتب إلا في خير، ثم قال: " أنكتبك يا ابن حوالة؟ "، قلت: نعم، فقال: " يا ابن حوالة كيف تفعل في فتنة تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي بقر؟ "، قلت: لا أدري، ما خار الله لي ورسوله، قال: " وكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاجة أرنب؟ " قلت: لا أدري، ما خار الله لي ورسوله، قال: " اتبعوا هذا "، قال: ورجل مقفي حينئذ، قال: فانطلقت فسعيت، وأخذت بمنكبيه، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا؟ قال: " نعم "، قال: وإذا هو عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - .


[ ص: 65 ] * قوله : " في ظل دومة": - بفتح الدال - : واحدة الدوم، وهي ضخام الشجر، أو شجر المقل .

* "كأنها صياصي بقر ": أي: قرونها، جمع صيصية - بالتخفيف - ، شبه الفتنة بها؛ لشدتها، وصعوبة الأمر فيها، وكل شيء امتنع به، وحصن به، فهو صيصية، ومنه قيل للحصون: الصياصي .

* "انتفاجة أرنب ": - بالجيم - ; أي: كوثبته من موضعه، يريد: تقليل مدة الأولى بالنظر إلى الثانية، أو تحقيرها .

* "مقفي ": اسم فاعل من قفى - بالتشديد - ; أي: مدبر .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية