صفحة جزء
16616 7357 - (17064) - (4\118) عن ربعي بن حراش، عن حذيفة: " أن رجلا أتى به الله عز وجل، فقال: ماذا عملت في الدنيا؟ فقال له الرجل: ما عملت من مثقال ذرة من خير أرجوك بها، فقالها له ثلاثا، وقال في الثالثة: أي رب، كنت أعطيتني فضلا من مال في الدنيا، فكنت أبايع الناس، وكان من خلقي أتجاوز عنه، وكنت أيسر على الموسر، وأنظر المعسر، فقال عز وجل: نحن أولى بذلك منك، تجاوزوا عن عبدي، فغفر له " فقال أبو مسعود: هكذا سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم " ورجل آخر أمر أهله إذا مات أن يحرقوه، ثم يطحنوه، ثم يذروه في يوم ريح عاصف، ففعلوا ذلك به، فجمع إلى ربه عز وجل، فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: يا رب لم يكن عبد أعصى لك مني، فرجوت أن أنجو، قال الله عز وجل: تجاوزوا عن عبدي. فغفر له " قال أبو مسعود: هكذا سمعته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.


* قوله : "أتي به ": على بناء المفعول .

* "أتجاوز عنه ": أي: عن الحق; أي: عمن لزمه الحق .

* "أيسر": من التيسير; أي: بقبول ما أدى .

* "وأنظر ": من الإنظار.

* "إذا مات ": أي: إذا حضره الموت، متعلق بأمر، ويمكن أن يكون على [ ص: 92 ] ظاهره، ويكون متعلقا بما يفهم من قوله: "أن يحرقوه "; أي: أمرهم أن يفعل به ذلك .

* "أن يحرقوه ": من التحريق، أو الإحراق .

* "ثم يطحنونه ": أي: يطحنوه، ساقه مساق الإخبار عنهم حثا على الفعل، كأنه يقول: إنكم فاعلون هذا لا محالة، فهو غير معطوف على " يحرقوه "، فلذلك ثبتت النون .

* "يذرونه ": كيدعون; أي: يفرقون .

* "فجمع ": على بناء المفعول.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية