صفحة جزء
16789 7449 - (17240) - (4\138) عن أبي جعفر، قال: سمعت عمارة بن خزيمة، يحدث عن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: " إن شئت دعوت لك، وإن شئت أخرت ذاك ، فهو خير " . فقال: " ادعه، فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضى لي، اللهم شفعه في ".


* قوله : "أخرت ذاك ": أي: أخرت لك حصول البصر .

* "فهو خير": أي: لما جاء: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، ثم صبر، عوضته منهما الجنة" . [ ص: 165 ]

* "فأمره ": إن قلت: كيف أمره بالدعاء، وقد طلب الرجل منه أن يدعو له هو، وقال سابقا: إن شئت دعوت بإسناد الدعاء إلى نفسه؟

قلت: كأنه أشار بذلك إلى أن تعليم الدعاء والتشفع به بمنزلة دعائه .

قيل: وفيه أنه ما رضي منه باختياره الدعاء لما قال: "الصبر خير لك " .

* "إني توجهت بك ": فيه أن إحضاره في الدعاء، والخطاب معه فيه جائز; كإحضاره في أثناء الصلاة والخطاب فيه في التشهد .

* "فتقضى": على بناء المفعول، والضمير للحاجة، أو على بناء الفاعل - بالياء التحتية - ، والضمير لله.

* * *

* "شفعه ": أي: اقبل شفاعته في حقي .

وفيه: أن التشفع به بمنزلة شفاعته، والله تعالى أعلم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية