صفحة جزء
17196 7631 - (17648) - (4\185 - 184) عن عتبة بن عبد السلمي، أنه حدثهم: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف كان أول شأنك يا رسول الله؟ قال: [ ص: 315 ] " كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، ولم نأخذ معنا زادا، فقلت: يا أخي، اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فبطحاني إلى القفا، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي، فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: - قال يزيد في حديثه، ائتني بماء ثلج - فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة فذراها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: حصه، فحاصه، وختم عليه بخاتم النبوة - وقال حيوة: في حديثه حصه فحصه واختم عليه بخاتم النبوة - ، فقال أحدهما لصاحبه اجعله في كفة، واجعل ألفا من أمته في كفة، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي، أشفق أن يخر علي بعضهم، فقال: " لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني، وفرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته، فأشفقت علي أن يكون ألبس بي، قالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيرا لها فجعلتني، - وقال يزيد: فحملتني - على الرحل، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: أو أديت أمانتي، وذمتي؟ وحدثتها بالذي لقيت، فلم يرعها ذلك، فقالت: إني رأيت خرج مني نور ، أضاءت منه قصور الشام" .


* قوله : "كانت حاضنتي من بني سعد": الجار والمجرور خبر كان .

* "في بهم ": - بفتح باء وسكون هاء - : الصغار من أولاد المعز والضأن.

* "فبطحاني ": أي: فرشاني .

* "بماء ثلج ": بالإضافة .

* "بماء برد": - بفتحتين - .

* "فذراها": من الذر - بإعجام ذال وتشديد راء - بمعنى: النشر . [ ص: 316 ]

* "حصه فحاصه ": في "القاموس ": الحوص: الخياطة ، فقوله: "حصه " - بضم الحاء المهملة - ، وأما رواية حيوة، فالظاهر أنها غلط .

* "فوقي ": هو لفظة فوق أضيف إلى ياء المتكلم; أي: صرت راجحا عليهم، وخفوا فارتفعوا عني كما يرتفع المتاع الخفيف على الثقيل عند الوزن .

* "أشفق ": من الإشفاق بمعنى الخوف .

* "أن يخر": من الخرور.

* "وفرقت ": - بكسر الراء - ، أي: خفت

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية