صفحة جزء
1443 817 - (1440) - (1 \ 168) عن سعد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه يعوده وهو مريض ، وهو بمكة ، فقال : يا رسول الله ! قد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة ، فادع الله أن يشفيني . قال : "اللهم اشف سعدا ، اللهم اشف سعدا ، اللهم اشف سعدا " ، فقال : يا رسول الله ! إن لي مالا كثيرا ، وليس لي وارث إلا ابنة ، أفأوصي بمالي كله ؟ قال : "لا " ، قال : أفأوصي بثلثيه ؟ قال : "لا " ، قال : أفأوصي بنصفه ؟ قال : "لا " ، قال : أفأوصي بالثلث ؟ قال : " الثلث ، والثلث كثير ، إن نفقتك من مالك لك صدقة ، وإن نفقتك على

[ ص: 95 ] عيالك لك صدقة ، وإن نفقتك على أهلك لك صدقة ، وإنك أن تدع أهلك بعيش - أو قال : بخير - خير من أن تدعهم يتكففون الناس " .



* قوله : "وليس لي وارث " : أي : من أصحاب الفرائض ، أو من الولد ، أو من النساء ، أو ممن يخاف عليه الضياع ، وإلا فقد كان له عصبات ، وهو الموافق لما في بعض الروايات : "إنك أن تدع ورثتك " .

* "قال : الثلث " : قيل : - بالنصب - على الإغراء ، وبتقدير : أعط ، أو - بالرفع - بتقدير : يكفيك .

* "والثلث كثير " : أي : كاف في المطلوب ، أو هو كثير أيضا ، والنقصان عنه أولى ، وإلى الثاني مال كثير .

* "إن نفقتك من مالك " : أي : على نفسك كما تدل عليه المقابلة بما بعده ، وهذا بيان لبعض منافع المال المانعة من صرف كله مرة .

* "أن تدع " : - بفتح الهمزة - من قبيل : وأن تصوموا خير لكم [البقرة : 184] ، وجوز الكسر - على أنها شرطية ، و"خير" بتقدير : فهو خير : جوابها ، وحذف الفاء مع المبتدأ مما جوزه البعض ، وإن منعه الأكثر .

* "يتكففون الناس " : أي : يسألونهم بأكفهم .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية