صفحة جزء
17857 7890 - (18321) - (4 \ 263) عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات العشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام بها، رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي علي: يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء، فننظر كيف يعملون؟ فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب، فنمنا، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " يا أبا تراب " لما يرى عليه من التراب، قال: " ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ " قلنا: بلى يا رسول الله، قال: " أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه، يعني قرنه، حتى تبل منه هذه، يعني: لحيته".


[ ص: 46 ] * قوله: "في صور من النخل": ضبط - بفتح الصاد المهملة - أي: في جماعة من النخل.

* "في دقعاء": - بفتح فسكون، ممدود - قيل: هو التراب، فقوله: "من التراب" يكون بيانا له.

* "ما أهبنا": - بتشديد الباء الموحدة - أي: ما أيقظنا.

* " يحركنا": من التحريك.

* "فيومئذ. . . إلخ ": هذا لا ينافي ما جاء أنه قال له: أبو تراب، يوم كان بينه وبين فاطمة كلام؛ لجواز أنه قال له مرتين، فصار اسما له.

* "والذي يضربك": يريد: قاتل علي.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية