صفحة جزء
96 71 - (95) - (1 \ 16) عن عبد الله بن عباس، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لما توفي عبد الله بن أبي، دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره، فقلت: يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا وكذا - يعدد أيامه - قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم، حتى إذا أكثرت عليه، قال: " أخر عني

[ ص: 85 ] يا عمر، إني خيرت فاخترت، قد قيل
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم [التوبة: 80] ، لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت ". قال: ثم صلى عليه، ومشى معه، فقام على قبره حتى فرغ منه.

قال: فعجب لي وجراءتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم. قال: فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ، فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق، ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل .



* قوله: "دعي" : على بناء المفعول.

* "تحولت" : أي: من مقامي.

* "في صدره" : أي: في حذاء صدره.

* "أعلى عدو الله؟" : أي: أتصلي على عدو الله؟

* "يعدد" : من كلام ابن عباس، وضمير الفاعل لعمر.

* "أخر عني" : بمعنى: أخر نفسك أو كلامك، أو بمعنى: تأخر.

* "خيرت" : على بناء المفعول; أي: خيرني الله بقوله: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم [التوبة: 80] بين الاستغفار لهم وعدمه.

* "فاخترت" : أي: الاستغفار، لا أنه نهاني عن ذلك بهذا الكلام.

* "لو أعلم. . . إلخ" : انظر إلى كمال رحمته صلى الله عليه وسلم، حتى إنه ترحم بهذا المقدار على هذا المؤذي الذي كان دائما في إيذائه.

* "فعجب لي وجراءتي" : الواو للمعية، ومعنى لي: مني، أو المراد: أنه عجب لي الآن من جرأتي فيما كان.

* "والله ورسوله أعلم" : ذكر "الله" للتزيين، والمقصود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلم مني.

[ ص: 86 ] * "ما كان إلا يسيرا" : هكذا "يسيرا" بالنصب على أن في "كان" ضميرا; أي: ما كان الزمان بعد ذلك إلا قليلا.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية