صفحة جزء
18695 8234 - (19176) - (4 \ 359) عن جرير بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كأن هذا الراكب إياكم يريد " قال: فانتهى الرجل إلينا، فسلم، فرددنا عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " من أين أقبلت؟ " قال: من أهلي وولدي وعشيرتي، قال: " فأين تريد؟ " قال: أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فقد أصبته " [ ص: 350 ] قال: يا رسول الله، علمني ما الإيمان؟ قال: " تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت "، قال: قد أقررت. قال: ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان، فهوى بعيره وهوى الرجل، فوقع على هامته، فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي بالرجل " قال: فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة فأقعداه فقالا: يا رسول الله، قبض الرجل. قال: فأعرض عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما رأيتما إعراضي عن الرجل، فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة، فعلمت أنه مات جائعا " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا والله من الذين قال الله عز وجل: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون [الأنعام: 82] قال: ثم قال: دونكم أخاكم قال: فاحتملناه إلى الماء، فغسلناه وحنطناه، وكفناه وحملناه إلى القبر، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شفير القبر، قال: فقال: " ألحدوا ولا تشقوا، فإن اللحد لنا، والشق لغيرنا ".


* قوله: " يوضع": من الإيضاع بمعنى: الإسراع.

* "فقد أصبته": أي: وجدته، كان هذا بمنزلة: أنا ذاك الذي تريده.

* "أقررت": أي: اعترفت بأن هذا حق.

* "في شبكة جرذان": - بكسر جيم وسكون راء وبذال معجمة - : جمع جرذ - بضم ففتح - : الذكر الكبير من الفأر، والشبكة - بفتحتين - : آبار متقاربة، والمراد: الحفر.

* "فهوى": كرمى؛ أي: سقط.

* "على هامته": - بتخفيف الميم - أي: على رأسه.

* "ألحدوا": من الإلحاد أو "اللحد" من باب منع، ومعناهما واحد.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية