صفحة جزء
19064 8375 - (19558) - (4 \ 398) عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من الأشعريين نستحمله. فقال: " لا والله ما أحملكم، وما عندي ما أحملكم عليه ". فلبثنا ما شاء الله، ثم أمر لنا بثلاث ذود غر الذرى، فلما انطلقنا. قال: بعضنا لبعض أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نستحمله فحلف أن لا يحملنا. ارجعوا بنا، أي حتى نذكره، قال: فأتيناه فقلنا: يا رسول الله، إنا أتيناك نستحملك فحلفت أن لا تحملنا، ثم حملتنا فقال: " ما أنا حملتكم بل الله عز وجل حملكم. إني والله إن شاء الله تعالى لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير، وكفرت عن يميني " أو قال: " إلا كفرت يميني، وأتيت الذي هو خير ".


* قوله: "نستحمله " أي: نطلب منه أن يحملنا على الجمال في غزوة تبوك.

* "بثلاث ذود": - بفتح الذال المعجمة - : جمع الناقة معنى؛ أي: بثلاث نوق.

[ ص: 435 ] * "غر الذرا": - بضم غين وتشديد راء - والذرا - بضم معجمة، مقصور - أي: بيض الأسنام من كثرة الشحم.

* "ما أنا أحملكم. . . إلخ": يريد: أن المنة لله تعالى، لا لمخلوق من مخلوقاته، وهو الفاعل حقيقة، أو المراد: أني حلفت نظرا إلى ظاهر الأسباب، وهذا جاء من الله تعالى على خلاف تلك الأسباب، وعلى كل تقدير، فالجواب عن الحلف هو قوله: "والله لا أحلف على يمين. . . إلخ".

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية