صفحة جزء
101 75 - (100) - (1 \ 17) عن الزهري، قال: أخبرنا السائب بن يزيد ابن أخت نمر، أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره: أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ قال: فقلت: بلى، فقال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قال: قلت: إن لي أفراسا وأعبدا، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين. فقال عمر: فلا تفعل، فإني قد كنت أردت الذي أردت، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول:

[ ص: 89 ] أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "
خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال، وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذه، وما لا، فلا تتبعه نفسك ".



* قوله: "ألم أحدث" : على بناء المفعول; من التحديث، والمقصود: أصدقوا فيما حدثوني به عنك أم لا؟ وإلا فلا يحسن هذا الاستفهام; لأن عمر أعلم بكونه حدث به أم لا، فكيف يستفهم عنه من لا يعلم؟

* "تلي" : - بكسر اللام - .

* "أعطيت" : على بناء المفعول.

* "العمالة" : - بالضم - : أجرة العامل.

* "فما تريد إلى ذلك؟" : أي: لأي شيء تميل إلى ذلك وتريده؟

* "وأعبدا" : - بضم الباء - : جمع عبد.

* "من هذا المال" : أي: الحلال.

* "غير مشرف" : أي: غير متطلع إليه، ولا طامع فيه.

* "فلا تتبعه" : من أتبع مخففا، قيل: دله صلى الله عليه وسلم على الأفضل مما أراده من الإيثار وترك الأخذ، فإنه وإن كان مأجورا بإيثاره على الأحوج، لكن أخذه وتصدقه بنفسه أعظم، وبه يندفع شح النفوس.

وفيه: أن من اشتغل بشيء من عمل المسلمين، له أخذ الرزق عليه، وأن أخذ ما جاء من غير السؤال أفضل من تركه; لأن فيه نوعا من إضاعة المال، كذا قيل.

قلت: هذا إذا لم يكن طامعا، فليتأمل.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية