صفحة جزء
19900 8731 - (20413) - (5\40) عن ابن أبي بكرة، عن أبيه قال: " ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أرضا يقال لها البصيرة إلى جنبها نهر يقال له: دجلة، ذو نخل كثير، وينزل به بنو قنطوراء فيتفرق الناس ثلاث فرق، فرقة تلحق بأصلها وهلكوا، وفرقة [ ص: 153 ] تأخذ على أنفسها وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم، فيقاتلون، قتلاهم شهداء، يفتح الله على بقيتهم "، وشك يزيد فيه مرة، فقال: البصيرة أو البصرة.


* قوله : "البصيرة": هكذا - بالتصغير - قيل: المراد بها: بغداد، وفيها باب يسمى: باب البصرة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم باسم البصرة؛ أو لأن بغداد ما كان مصرا في زمانه، وإنما كان قرى متفرقة منسوبة إلى بصرة، ويؤيده أن دجلة - بفتح الدال وكسرها - جريها في بغداد، ولم يقع مثل هذه الواقعة بالبصرة قط، وإنما وقع في بغداد زمن المعتصم بالله العباسي، فالظاهر أن الحديث إشارة إلى ذلك.

وإن قلنا: إن المراد بها البصرة المعروفة، فهو خبر صادق، فلا بد من وقوعه، وإن كان ما وقع إلى الآن.

* "بنو قنطوراء": هم الترك، و"قنطورا" - بفتح القاف وضم الطاء - مقصورا : - اسم أبي الترك، وقيل: هو اسم جارية لإبراهيم ولدت له أولادا جاء من نسلهم الترك، ورد بأن الترك من أولاد يافث بن نوح.

* "بأصلها": أي: بأراضيها، يشتغلون بالزراعة إعراضا عن المقاتلة.

* "تأخذ": أي: الأمان.

* "وكفروا": كأنهم جحدوا افتراض القتال عليهم، قيل: هم المعتصم بالله، ورؤساء بغداد وعلماؤها، طلبوا الأمان، فقتلوا.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية