صفحة جزء
1665 930 - (1662) - (1 \ 191) عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاتبعته حتى دخل نخلا ، فسجد ، فأطال السجود حتى خفت - أو خشيت - أن يكون الله قد توفاه أو قبضه ، قال : فجئت أنظر ، فرفع رأسه ، فقال : "ما لك يا عبد الرحمن ؟ " ، قال : فذكرت ذلك له ، فقال : " إن جبريل - عليه السلام - قال لي : ألا أبشرك ; إن الله - عز وجل - يقول لك : من صلى عليك ، صليت عليه ، ومن سلم عليك ، سلمت عليه " .


* قوله : "إن جبريل " : قال : أي : فسجدت شكرا ، وقد أخذ الجمهور بسجود الشكر ، ولا وجه لمن قال بخلافه .

وفي "مختصر التاتارخانية" نقلا عن "الحجة " : قال أبو حنيفة : لا يجب سجدة الشكر ; لأن النعم كثيرة لا يمكن أن يسجد لكل نعمة ، فيؤدي إلى تكليف ما لا يطاق ، ومحمد يقول : سجدة الشكر جائزة ، قال صاحب "الحجة " : عندي أن قول أبي حنيفة محمول على الإيجاب ، وقول محمد محمول على الجواز والاستحباب ، فيعمل بهما ، لا يجب لكل نعمة سجدة كما قال أبو حنيفة ، لكنها

[ ص: 163 ] غير خارجة عن حد الاستحباب ، ثم قال : وعليه الفتوى .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية