صفحة جزء
1692 [ ص: 172 ] 944 - (1690) - (1 \ 195) عن عياض بن غطيف ، قال : دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح نعوده من شكوى أصابه ، وامرأته تحيفة قاعدة عند رأسه ، قلنا : كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت : والله ! لقد بات بأجر ، فقال أبو عبيدة : ما بت بأجر . وكان مقبلا بوجهه على الحائط ، فأقبل على القوم بوجهه ، فقال : ألا تسألونني عما قلت ؟ قالوا : ما أعجبنا ما قلت ، فنسألك عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله ، فبسبع مئة ، ومن أنفق على نفسه وأهله ، أو عاد مريضا ، أو ماز أذى ، فالحسنة بعشر أمثالها ، والصوم جنة ما لم يخرقها ، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده ، فهو له حطة " .


* قوله : "وامرأته تحيفة " : - بالتصغير - : اسم امرأته .

* "لقد بات بأجر " : كأنها أخبرت عن حاله بأنه بات مشتغلا بذكر وصلاة ، فاستحق بذلك أجرا عظيما ، فكره إظهار ذلك ، وخاف عدم القبول ، فقال ما قال .

* "عما قلت " : أي : من أنه ما بات بأجر .

* "قال : سمعت " : إعراضا عن ذلك إلى ذكر العلم ، أو استشهادا على ما قال بأن غاية المرض حط الذنوب ، لا حصول الأجر ، وقد بات مريضا ، وكأنه أوهمهم أن المريض لا يحصل منه الاشتغال ، والله تعالى أعلم .

* قوله : "فاضلة " : أي : زائدة عن الحاجة الضرورية ، فتكون عن ظهر غنى ، أو ذات فضل بأن تكون من حلال .

* قوله : "في سبيل الله " : ظاهره الجهاد ، والحمل على سبيل الخير لا يخلو عن بعد .

[ ص: 173 ] * "أو ماز " : من الميز ، وهو الفصل ; أي : فصل عن الطريق أذى ، وبعده عن ممر الناس .

* "ما لم يخرقها " : كيضرب ; أي : بارتكاب ما لا يليق بالصوم ; من نحو الغيبة والكذب .

* قوله : "حطة " : - بكسر حاء وتشديد طاء - ; أي حط لذنوبه .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية