صفحة جزء
20213 8862 - (20737) - (5\77 - 78) عن أبي العلاء بن الشخير، قال: كنت مع مطرف في سوق الإبل، فجاء أعرابي معه قطعة أديم، أو جراب، فقال: من يقرأ؟ أو فيكم من يقرأ؟ قلت: نعم، فأخذته، فإذا فيه: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله لبني زهير بن أقيش، حي من عكل، إنهم إن شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وفارقوا المشركين، وأقروا بالخمس في [ ص: 256 ] غنائمهم، وسهم النبي صلى الله عليه وسلم وصفيه، فإنهم آمنون بأمان الله ورسوله "، فقال له بعض القوم: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تحدثناه؟ قال: نعم، قالوا: فحدثنا يرحمك الله، قال: سمعته يقول: " من سره أن يذهب كثير من وحر صدره فليصم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر "، فقال له القوم، أو بعضهم: أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ألا أراكم تتهموني أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال إسماعيل مرة: تخافون والله لا أحدثنكم حديثا سائر اليوم ثم انطلق.


* قوله : "أو جراب": ككتاب.

* "لبني زهير بن أقيش": ضبط كل منهما بالتصغير.

*" عكل": - بضم فسكون - .

* "وفارقوا": فيه أن المختلط بالمشركين في دارهم يجب عليه أن يفارقهم إذا آمن.

* "وأقروا": من الإقرار، ولعله خص هذا بالذكر؛ لأنهم كانوا أهل المحاربة، وإلا فلا بد من الإقرار بجميع أحكام الإسلام، إلا أنه اكتفي عنه بالشهادتين؛ لتضمن الشهادة بالرسالة جميع ذلك، والله تعالى أعلم.

* "من وحر صدره": الوحر - بفتحتين - أي: غشه ووساوسه، أو حقده، أو غيظه، أو عداوته، أقوال، وبالجملة: فالمراد: تنقية الصدر.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية