صفحة جزء
1704 952 - (1702) - (1 \ 197) عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال : جاء أبو بكر - رضي الله عنه - بضيف له - أو بأضياف له - قال : فأمسى عند النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فلما أمسى ، قالت له أمي : احتبست عن ضيفك - أو أضيافك - مذ الليلة . قال : أما عشيتهم ؟ قالت : لا . قالت : عرضت ذاك عليه - أو عليهم - ، فأبوا - أو فأبى - . قال : فغضب أبو بكر ، وحلف ألا يطعمه ، وحلف الضيف - أو الأضياف - ألا يطعموه حتى يطعمه ، فقال أبو بكر : إن كانت هذه من الشيطان . قال : فدعا بالطعام ، فأكل ، وأكلوا ، قال : فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسفلها أكثر منها ، فقال : يا أخت بني فراس ! ما هذا ؟ قال : فقالت قرة عيني ، إنها الآن لأكثر منها قبل أن نأكل . فأكلوا ، وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر أنه أكل منها .

* * *


* قوله : "بضيف له " : الضيف اسم مفرد يطلق على الواحد والجمع ، قيل : لأنه في الأصل مصدر ; كالصوم والزور ، ومنه قوله - تعالى - :

[ ص: 180 ] هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين [الذاريات : 24] ، والمراد ها هنا : الجمع ; فقد صح أنهم كانوا ثلاثة .

فقوله : "أو بأضياف له" شك من الراوي في اللفظ ، وكذا الترديد بين الإفراد والجمع فيما بعد ، ويحتمل أنه اشتبه الأمر على بعض ، فظن أنه كان واحدا ، أو أكثر ، فردد ، وإن كان الواقع أنهم كانوا ثلاثة .

* "فأمسى " : أي : حتى تعشى عنده صلى الله عليه وسلم .

*فلما أمسى " : أي : وجاء بعد ذلك .

* "احتبست " : على بناء الفاعل أو المفعول ; فإنه جاء لازما ومتعديا .

* "ألا يطعمه " : - بفتح الياء والعين - ; أي : لا يأكله مع الضيف .

* "إن كانت " : "إن ! مخففة من المثقلة ; أي : إن الشأن .

* "هذه " : أي : اليمين ، وهي تؤنث ، واستعمال "إن" المخففة بدون اللام الفارقة كثير في الأحاديث وغيرها كما صرح به المحققون .

*إلا ربت " : زادت ، والتأنيث لكون "أكثر منها" عبارة عن اللقمة .

* "فقال " : أي : لزوجته أم عبد الرحمن .

* "يا أخت بني فراس ! " : - بكسر الفاء وتخفيف الراء - نسبة إلى قبيلتها .

* "قرة عيني " : ظاهر رواية "الصحيحين" أنه قسم ، فيمكن نصبه وجره بحرف القسم المقدر ، قيل : أرادت بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ففيه الحلف بالمخلوق ، أو المراد : وخالق قرة عيني ، ويحتمل أن يقدر : يا قرة عيني ! أو أنت قرة عيني على أنه أراد بها الزوج .

* "إنها " : أي : الأطعمة .

[ ص: 181 ] قال النووي - رحمه الله تعالى - : وفيه كرامة ظاهرة للصديق - رضي الله تعالى عنه - .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية