صفحة جزء
20798 9069 - (21305) - (5\146 - 147) عن أبي قلابة، عن رجل، من بني قشير، قال: كنت أعزب عن الماء، فتصيبني الجنابة، فلا أجد الماء، فأتيمم، فوقع في نفسي من ذلك، فأتيت أبا ذر، في منزله فلم أجده، فأتيت المسجد وقد وصفت لي هيئته، فإذا هو يصلي فعرفته بالنعت، فسلمت، فلم يرد علي حتى انصرف، ثم رد علي، فقلت: أنت أبو ذر؟ قال: إن أهلي يزعمون ذاك فقلت: ما كان أحد من الناس أحب إلي رؤيته منك. فقال: قد رأيتني فقلت: إني كنت أعزب عن الماء فتصيبني الجنابة، فلبثت أياما أتيمم، فوقع في نفسي من ذلك، أو أشكل علي [ ص: 395 ] فقال: أتعرف أبا ذر؟ كنت بالمدينة فاجتويتها، فأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بغنيمة، فخرجت فيها فأصابتني جنابة، فتيممت بالصعيد، فصليت أياما، فوقع في نفسي من ذلك حتى ظننت أني هالك، فأمرت بناقة لي أو قعود، فشد عليها ثم ركبت، فأقبلت حتى قدمت المدينة، فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل المسجد في نفر من أصحابه، فسلمت عليه، فرفع رأسه وقال: "سبحان الله، أبو ذر؟ " فقلت: نعم يا رسول الله، إني أصابتني جنابة، فتيممت أياما، فوقع في نفسي من ذلك حتى ظننت أني هالك، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لي بماء، فجاءت به أمة سوداء في عس يتخضخض، فاستترت بالراحلة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فسترني فاغتسلت، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر، إن الصعيد الطيب طهور ما لم تجد الماء ولو في عشر حجج، فإذا قدرت على الماء فأمسه بشرتك ".


* قوله : "أو قعود": - بفتح قاف - وهو من الإبل: ما أمكن أن يركب، وأدناه أن يكون له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يدخل في السنة السادسة، ثم هو جمل.

* "فشد": - على بناء المفعول - أي: شد الرحل.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية