صفحة جزء
20818 9083 - (21325) - (5\149) عن أبي ذر، قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وأردفني خلفه، وقال: "يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، كيف تصنع؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: "تعفف "

قال: "يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد، يعني القبر، كيف تصنع؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "اصبر "

قال: "يا أبا ذر، أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا، يعني حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء، كيف تصنع؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: "اقعد في بيتك، وأغلق عليك بابك ". قال: فإن لم أترك؟ قال: "فأت من أنت منهم، فكن فيهم " قال: فآخذ سلاحي؟ قال: "إذن تشاركهم فيما هم فيه، ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف، فألق طرف ردائك على وجهك حتى يبوء بإثمه وإثمك ".



[ ص: 403 ] * قوله : "قال: تعفف": أمر من التعفف؛ أي: كف نفسك عن السؤال.

* "يعني: القبر": فهو بيان لكثرة الموت حتى تصير القبور غالية؛ بكثرة الحاجة إليها، وقلة الحفارين، ويحتمل أن يكون بيانا لرخاء البيوت بكثرة الموت حتى يكون البيت مساويا للعبد.

* "اصبر": أي: فكثرة الموت في مكان لا يقتضي الخروج من ذلك المكان.

* "تغرق": من غرق؛ كعلم.

* "حجارة الزيت": قيل: هي موضع بالمدينة.

* "وأغلق": من الإغلاق.

* "لم أترك": - على بناء المفعول، أي: إن كان ما تركوني بهذا.

* "من أنت منهم": أي: اترك المدينة، وائت قبيلتك وأهل باديتك.

* "يروعك": أي: يغلبك؛ أي: إن ما قدرت على تحمله، فغط وجهك بالثوب، ومكن نفسك من القتل، فيكون الإثم على القاتل، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية