صفحة جزء
22306 9719 - (22813) - (5 \ 332) عن سهل بن سعد قال: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل في بعض مغازيه، فأبلى بلاء حسنا فعجب المسلمون من بلائه، فقال [ ص: 310 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه من أهل النار". قلنا: في سبيل الله مع رسول الله الله ورسوله أعلم. قال: فجرح الرجل، فلما اشتدت به الجراح وضع ذباب سيفه بين ثدييه، ثم اتكأ عليه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: الرجل الذي قلت له ما قلت، قد رأيته يتضرب والسيف بين أضعافه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل النار، وإنه ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة".


* قوله: "فأبلي": - على بناء المفعول - أي: اختبر اختبارا ظهر منه اجتهاده وقوته على أحسن وجه وأجمله، والحاصل: أنه سعى سعيا جميلا.

* "في سبيل الله. . . إلخ": أي: قلنا: إنه في سبيل الله يجتهد هذا الاجتهاد وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون هذا حاله؛ يريد: أنا استبعدنا ذلك من حيث الظاهر، ومع ذلك فوضنا علم الباطن إلى عالمه.

* "ذباب سيفه": - بضم ذال معجمة وخفة موحدة مكررة -: طرفه الذي يضرب به.

* فأتي: - على بناء المفعول -.

* "قلت له": أي: في شأنه.

* "يتضرب": أي: يضطرب.

* "والسيف": أي: سيفه، ولا بد من هذا التأويل حتى يفيد الكلام أنه هو الذي قتل نفسه.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية