صفحة جزء
1857 [ ص: 266 ] 1044 - (1854) - (1 \ 215 - 216) عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي الأزرق ، فقال : " أي واد هذا ؟ " ، قالوا : هذا وادي الأزرق ، فقال : "كأني أنظر إلى - موسى عليه السلام - وهو هابط من الثنية ، وله جؤار إلى الله - عز وجل - بالتلبية " ، حتى أتى على ثنية هرشى ، فقال : "أي ثنية هذه ؟" قالوا : ثنية هرشى ، قال "كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء جعدة ، عليه جبة من صوف ، خطام ناقته خلبة - قال هشيم : يعني : ليفا - ، وهو يلبي " .


* قوله : "كأني أنظر إلى موسى " : لا بعد في حج الأنبياء بعد موتهم ; فإنهم كالشهداء ، بل أفضل منهم ، والشهداء أحياء ، فكيف الأنبياء ; فيجوز أن يحجوا ، ويصلوا تلذذا بذكر الله ، وإن لم يكن ثم تكليف .

وقيل : بل معناه أري حالهم التي كانت لهم في حياتهم ، ومثلوا له في تلك الحال ، ولذلك قال : كأني أنظر ، والله تعالى أعلم .

* "جؤار " : - بجيم مضمومة ثم همزة - ، وهو رفع الصوت .

* "على ثنية هرشى " : - بفتح هاء وسكون راء ، وبشين معجمة وألف مقصورة - : جبل على طريق الشام والمدينة قريب من الجحفة .

* "جعدة " : - بفتح فسكون - ; أي : مكتنزة اللحم ; من جعودة الجسم ، وهو اجتماعه واكتنازه .

* "خطام " : - بكسر الخاء - : الحبل الذي يقاد به البعير .

* "خلبة " : - بضم خاء معجمة وباء موحدة بينهما لام مضمومة أو ساكنة - ، وهو الليف .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية