صفحة جزء
23200 10089 - (23712) - (5\438) عن سلمان الفارسي، قال: كنت من أبناء أساورة فارس، فذكر الحديث، قال: فانطلقت ترفعني أرض، وتخفضني أخرى، حتى مررت على قوم من الأعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة، فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم، وكان العيش عزيزا، فقلت لها: هبي لي يوما، فقالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا، فبعته فصنعت طعاما، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه، فقال: " ما هذا؟ " فقلت: صدقة، فقال لأصحابه: " كلوا " ولم يأكل، قلت: هذه من علاماته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، فقلت لمولاتي: هبي لي يوما، قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا، فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما، فأتيته به وهو جالس بين أصحابه، فوضعته بين يديه فقال: " ما هذا؟ " قلت: هدية، فوضع يده، وقال لأصحابه: " خذوا بسم الله "، وقمت خلفه، فوضع رداءه، فإذا خاتم النبوة، فقلت: أشهد أنك رسول الله فقال: " وما ذاك؟ " فحدثته عن الرجل، وقلت: أيدخل الجنة يا رسول الله، فإنه حدثني أنك نبي؟ فقال: " لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة " فقلت: يا رسول الله، إنه أخبرني أنك نبي أيدخل الجنة؟ قال: "لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة".

* * *


[ ص: 21 ] * قوله: "كنت من أبناء أساورة فارس": في "الصحاح": الأسوار والإسوار ضبط: - الأول بفتح الهمزة، والثاني بكسرها - : الواحد من أساورة الفرس، قال أبو عبيد: هم الفرسان، والهاء عوض من الياء، كان أصله أساوير، وكذلك الزنادقة أصله الزناديق، عن الأخفش، والأساورة أيضا قوم من العجم بالبصرة نزلوها؛ كالأحامرة بالكوفة.

* "فاستعبدوني": أي: اتخذوني عبدا.

* "عزيزا": أي: قليلا.

* "هبي": - بفتح الهاء - : أمر من الهبة.

* "إلا نفس مسلمة" : يريد أن مجرد القول لا يثبت الإسلام الموجب لدخول الجنة، ولم يرد أنه لا يدخل الجنة، والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية