صفحة جزء
23272 [ ص: 52 ] 10117 - (23784) - (5\451) عن عبد الله بن سلام، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم انجفل الناس عليه، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته يقول: " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ".


* قوله: "انجفل الناس عليه": أي: ذهبوا مسرعين نحوه، وتعديته بـ"على" لتضمين معنى الازدحام، وإلا فالظاهر: "إليه"، كما في رواية ابن ماجه.

وفي "الصحاح": انجفل القوم؛ أي: انقلعوا كلهم ومضوا.

* "تبينت": أي: تكلفت وسعيت في ظهوره لي.

* "عرفت": لما لاح عليه من سواطع أنوار النبوة؛ وإذا كان أهل الصلاح والصلاة في الليل يعرفون بوجوههم؛ كما جاء: "من كثر صلاته بالليل، حسن وجهه بالنهار" فكيف هو، وهو سيدهم - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه - ؟!

* "فكان أول شيء": - يحتمل النصب والرفع - واسم "كان" على الأول، وخبره على الثاني:

* قوله: "أفشوا السلام. . . إلخ": بتأويل هذا الكلام، وهو من الإفشاء؛ أي: كثروه، وبثوه فيما بينكم، وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا [الفرقان: 63]. . . إلى آخره، فإفشاء السلام إشارة إلى قوله: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما [الفرقان: 63] وإطعام الطعام وصلة الرحم إلى قوله: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا [الفرقان: 67] الآية، وصلاة الليل إلى قوله: والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما [الفرقان: 64] ودخول الجنة [ ص: 53 ] بسلام إلى قوله: أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما [الفرقان: 75] والله تعالى أعلم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية