صفحة جزء
[ ص: 119 ] عوف بن مالك


أشجعي، مختلف في كنيته، قيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد، وقيل غير ذلك، قيل: أسلم عام خيبر، ونزل حمص، وقيل: شهد الفتح، وكانت معه راية أشجع، وسكن دمشق.

وقال ابن سعد: آخى النبي بينه وبين أبي الدرداء، وروي أنه لما قدم عمر الشام، قام إليه رجل من أهل الكتاب، فقال: إن رجلا من المسلمين صنع بي ما ترى، وهو مضروب، فغضب عمر غضبا شديدا، وقال لصهيب: انطلق فانظر من صاحبه فائتني به، فانطلق، فإذا هو عوف بن مالك، فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا، فأت معاذ بن جبل فكلمه؛ فإني أخاف أن يعجل إليك، فلما قضى عمر الصلاة، قال: أجئت بالرجل؟ قال: نعم، فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين! إنه عوف بن مالك، فاسمع منه ولا تعجل عليه، فقال له عمر: ما لك ولهذا؟ قال: رأيته يسوق بامرأة مسلمة على حمار، فنخس لتصرع فلم تصرع، فدفعها فصرعت، فغشيها، أو أكب عليها، قال: فلتأتني بالمرأة فلتصدق ما قلت، فأتاها عوف، فقال له أبوها وزوجه": ما أردت إلى هذا؟ فضحتنا، فقالت المرأة: والله! لأذهبن معه، فقال": فنحن نذهب عنك، فأتيا عمر، فأخبراه بمثل قول عوف، فأمر عمر باليهودي فصلب، وقال: ما على هذا صالحناكم، قال سويد: فذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الإسلام.

[ ص: 120 ]

قيل: مات سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية