صفحة جزء
23457 10208 - (23977) - (6\23 - 24) عن أبي بردة، عن عوف بن مالك الأشجعي: أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فسار بهم يومهم أجمع، لا يحل لهم عقدة، وليلته جمعاء لا يحل عقدة، إلا لصلاة، حتى نزلوا أوسط الليل، قال: فرقب رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضع رحله، قال: فانتهيت إليه فنظرت، فلم أر أحدا إلا نائما، ولا بعيرا إلا واضعا جرانه نائما، قال: فتطاولت فنظرت حيث وضع النبي صلى الله عليه وسلم رحله فلم أره في مكانه، فخرجت أتخطى الرحال حتى خرجت إلى الناس، ثم مضيت على وجهي في سواد الليل، فسمعت جرسا فانتهيت إليه، فإذا أنا بمعاذ بن جبل والأشعري، فانتهيت إليهما، فقلت: أين رسول الله؟ فإذا هزيز كهزيز الرحا فقلت: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الصوت، قالا: اقعد اسكت فمضى قليلا فأقبل حتى انتهى إلينا، فقمنا إليه، فقلنا: يا رسول الله، فزعنا إذ لم نرك، واتبعنا أثرك، فقال: " إنه أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة " فقلنا: نذكرك الله والصحبة إلا جعلتنا من أهل شفاعتك قال: " أنتم منهم "، ثم مضينا، فيجيء الرجل والرجلان، فيخبرهم بالذي أخبرنا به فيذكرونه الله [ ص: 124 ] والصحبة إلا جعلهم من أهل شفاعته فيقول: " فإنكم منهم " حتى انتهى الناس، فأضبوا عليه وقالوا: اجعلنا منهم. قال: " فإني أشهدكم أنها لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا".


* قوله: "فرقب": كنصر.

* "جرسا": أي: صوتا مثل صوت الجرس.

* "هزيز": أي: صوت.

* "إذ لم نرك": من الرؤية.

* "نذكرك": من التذكير.

* "فأضبوا": ازدحموا.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية