صفحة جزء
[ ص: 131 ] مسند السيدة عائشة


- رضي الله تعالى عنها -

هي أم المؤمنين بنت الصديق - رضي الله تعالى عنهما - تكنى: أم عبد الله، فقيل: إنها ولدت من النبي صلى الله عليه وسلم ولدا، فمات طفلا، ولا يثبت هذا، وقيل: كنيت بابن أختها عبد الله بن الزبير، وهذا الثاني ورد عنها من طرق عند ابن سعد، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست، وقيل: سبع، ويجمع بأنها كانت كملت السادسة، ودخلت في السابعة، ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في شوال في السنة الأولى.

وجاء: أن أبا بكر - رضي الله تعالى عنه - قال جين الخطبة: أعطيتها مطعما لابنه جبير، فدعني حتى أسلها منها، فاستلها.

وجاء: أنه لما توفيت خديجة، قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون، وذلك بمكة: أي رسول الله! ألا تتزوج؟ قال: "من؟" قالت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا، قال: "فمن البكر؟" قالت: بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: "ومن الثيب؟" قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك، واتبعتك، قال: "فاذهبي فاذكريهما علي" فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان، فقالت: ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قالت: وددت، انتظري [ ص: 132 ] أبا بكر، فجاء أبو بكر، فذكرت له، فقال: وهل تصلح له، وهي ابنة أخيه؟ فرجعت فذكرت ذلك، فقال: "قولي له: أخي في الإسلام، وابنتك تحل لي" فجاء، فأنكحه، ثم ذكر قصة سودة.

واتفق أهل النقل أنه ما نكح بكرا غيرها، وكان مسروق إذا حدث عن عائشة، يقول: حدثتني الصادقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله.

وكان مسروق يقول: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض.

وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.

وقال هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة.

وعن أبي موسى: ما أشكل علينا أمر، فسألنا عنه عائشة، إلا وجدنا عندها فيه علما.

وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل.

وجاء في " الصحيح": "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".

وقال صلى الله عليه وسلم لأم سلمة: "لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف أمرأة منكن غيرها".

وجاء أنه صلى الله عليه وسلم قال: "عائشة زوجتي في الجنة" وجاء أنه جاءها مئة ألف، ففرقتها، وهي يومئذ صائمة، فما تركت لنفسها درهما تشتري به لحما تفطر عليه.

[ ص: 133 ]

ومناقبها كثيرة جدا.

ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر، ودفنت بالبقيع - رضي الله تعالى عنها - .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية